بلوى تصيبه» ، فإذا هو عثمان بن عفّان ، فدخل وهو يقول : اللهمّ صبرا ، اللهمّ صبرا.
أخبرناها (١) أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، أنبأ أبو القاسم إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، أنبأ أبو يعلى ، نا إسحاق ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب أن (٢) أبا عثمان حدّثه عن أبي موسى.
أن النبي صلىاللهعليهوسلم دخل يوما حائطا فقال : «احفظ لي الباب» ، فجاء رجل يستأذن ، فقال لي : «ائذن له ، وبشّره بالجنّة» ، فإذا أبو بكر ، فقال : الحمد لله ، فما لبث أن جاء آخر يستأذن ، فقال : «ائذن له ، وبشّره بالجنّة» ، فإذا هو عمر ، فقال : الله أكبر ، الله أكبر ، فما لبث أن جاء آخر يستأذن ، قال : فسكت (٣) رسول الله صلىاللهعليهوسلم هنيّة ثم قال : «ائذن له ، وبشّره بالجنّة على بلوى شديدة تصيبه» ، قال : فإذا عثمان بن عفّان ، قال : فدخل يقول : اللهمّ صبرا.
قال : ونا إسحاق ، نا حمّاد ، عن علي بن الحكم ، وعاصم بن أبي عثمان ، عن أبي موسى مثله أو نحوه.
وأمّا رواية أبي بردة :
فأخبرنا بها أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عبد الله بن الحسن بن الخلّال (٤) ، أنبأ أبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمّد صاحب أبي صخرة ، نا علي بن مسلم الطوسي ، نا روح بن أسلم ، أنا شداد أبو طلحة الراسبي ، عن غيلان بن جرير ، عن أبي بردة ، عن أبيه ، قال :
كنت قاعدا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في حائط وهو ينكت (٥) بعسيب معه في ماء وطين ، فقرع علينا الباب رجل خفي الصوت ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من هذا؟» فقلت : أبو بكر ، فقال : «افتح له وبشّره بالجنّة» ، ثم جاء أخر غليظ الصوت ، فقال : «من هذا؟» قلت : عمر ، قال : «افتح له ، وبشّره بالجنّة» ، قال : فلبثنا ما شاء الله ، ثم جاء آخر ، فقرع الباب ، فقال : «من هذا؟» فقلت : عثمان ، قال : «افتح له وبشّره بالجنّة بعد بلوى تصيبه» ، قال : يقول عثمان : الله المستعان.
أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الفضل
__________________
(١) الأصل وم ، وفي المطبوعة : أخبرنا بها.
(٢) في م : عن.
(٣) تقرأ بالأصل : نكث ، والمثبت عن م.
(٤) بعدها في المطبوعة زيد : «وأحمد بن أبي عثمان قالا : أنا أبو علي الحسن بن القاسم بن الحسن بن العلاء الخلال» وهذه العبارة سقطت من الأصل وم.
(٥) الأصل وم : ينكث.