المهدي المنتظر يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما
ملئت جوراً وظلماً
من السمات البارزة ، والبنى الأساسية التي تستند عليها نظرية المهدي المنتظر في الإسلام هي التأكيدات النبوية القاطعة ، بأن المهدي الذي بشر النبي بظهوره ذات يوم سوف يملأ الأرض بالقسط والعدل تماماً ، كما ملئت قبل ظهوره بالجور والظلم.
فأهل بيت النبوة مجمعون على أنهم قد سمعوا تلك التأكيدات القاطعة من رسول الله ، وأنهم قد تناقلوها جيلاً بعد جيل ، وورثوها من النبي مع نفائس علمي النبوة والكتاب ، وسماعهم لهذه التأكيدات واستيعابهم لها من الأمور اليقينية التي لا يشكون إطلاقاً بصحتها ، وهي متواترة عندهم ويرسلها الكبير والصغير منهم إرسال المسلمات ، وتبعاً لإجماع أهل بيت النبوة المشهود لهم إليهاً ، بالطهر والتميز والملازمة الدائمة لرسول الله أثناء حياته ، وبوراثتهم لعلمي النبوة والكتاب أجمعت شيعتهم على أن هذه التأكيدات قد صدرت من الرسول بالفعل ، فهي مع بقية البنى الأساسية من نظرية المهدي المنتظر تشكل جزءاً أساسياً من معتقدهم الإسلامي ، وسمة مميزة من مذهبهم الديني.
أما الخلفاء التاريخيون وشيعتهم « أهل السنة » فقد توصلوا إلى ذات النتائج المتعلقة بهذه التأكيدات ، فصحت عندهم كافة الأحاديث النبوية التي تؤكد بأن