وعن ابن الأثير في تاريخه ، في حوادث سنة ١٤٥ أنه لما قتل عيسى بن موسى ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ، أخذ أصحاب محمد فصلبهم ، فبقوا ثلاثاً ، ثمّ أمر بهم عيسى فألقوا على مقابر اليهود ، ثمّ ألقوا بعد ذلك في خندق في أصل ذباب ، فأرسلت زينب بنت عبد الله أخت محمد وابنة فاطمة إلى عيسى : انكم قد قتلتموه ، وقضيتم حاجتكم منه ، فلو أذنتم لنا في دفنه ، فأذن لها ، فدفن بالبقيع (١).
وروى الطبري : لما أصبح محمد في مصرعه أرسلت أخته زينب بنت عبد الله وابنته فاطمة إلى عيسى انكم قد قتلتم هذا الرجل ، وقضيتم منه حاجتكم ، فلو أذنتم لنا فواريناه ، فأرسل إليهما : أما ما ذكرتما يا بنتي عمل مما نيل منه (٢) فوالله ما أمرت ولا علمت! فوارياه راشدتين ، فبعثت إليه فاحتمل ، فقيل : إنه حشى في مقطع عنقه عديله قطناً ، ودفن بالبقيع ، وكان قبره وجاه زقاق دار علي بن أبي طالب شارعاً على الطريق أو قريباً من ذلك (٣).
هذا ، ولكن الصالحي الشامي يصرح بدفنه بخارج البقيع عند جبل سلع ، حيث قال : ويختم الزائر إذا رجع بمشهد اسماعيل بن جعفر الصادق ، لأنه صار داخل سور المدينة ، ومشاهد البقيع كلها خارج السور ، ويذهب إلى زيارة مالك ابن سنان والد أبي سعيد الخدري ، ومشهد النفس الزكية ، فانهما ليسا بالبقيع ، وهو السيدالشريف محمدبن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب ـ رضي الله تعالى عنهم ـ قتل أيام أبي جعفر المنصور ، وهذا المشهد في جبل سلع (٤).
__________________
(١) أعيان الشيعة ٧ / ١٣٣.
(٢) جاء في مقاتل الطالبيين / ١٨٥ : أما ما ذكرتما يا ابنتي عمي أني نلت منه ...
(٣) تاريخ الأمم والملوك (الطبري) ٦ / ٢٢٢.
(٤) سبل الهدى والرشاد ١٢ / ٤٠١.