٣ ـ أم كلثوم (١).
أقول : وقع الخلاف في أنه هل كانت رقية وأم كلثوم وكذا زينب (٢) بنات رسول الله صلىاللهعليهوآله ، أم هنّ ربائبه؟ الذي عليه بعض أهل التحقيق ـ تبعاً لبعض القدماء ـ هو الثاني (٣).
قال أبوالقاسم الكوفي (المتوفى سنة ٣٥٢) : إن رقية وزينب زوجتي عثمان لم تكونا ابنتي رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولا ولد خديجة زوجة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وإنّما دخلت الشبهة على العوام فيهما لقلة معرفتهم بالأنساب وفهمم بالأسباب (٤).
وقال : صحّ لنا فيهما ما روى مشايخنا من أهل العلم عن الأئمة من أهل البيت عليهمالسلام ، وذلك ان الرواية صحت عندنا عنهم انه كانت لخديجة بنت خويلد من أمها أخت يقال لها هالة ، قد تزوجها رجل من بني مخزوم ، فولدت بنتاً اسمها هالة ، ثم خلف عليها بعد أبي هالة رجل من بني تميم يقال له أبو هند ، فأولدها إبناً كان يسمى هنداً بن أبي هند وابنتين ، فكانتا هاتان الإبنتان منسوبتين إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله زينب ورقية من إمرأة أخرى قد ماتت ، ومات أبو هند وقد بلغ ابنه مبالغ الرجال ، والإبنتان طفلتان ، وكان في حدثان تزويج رسول الله صلىاللهعليهوآله بخديجة بنت خويلد ، وكانت هالة أخت خديجة فقيرة ، وكانت خديجة من الأغنياء الموصوفين بكثرة المال ، فأما هند بن أبي هند فإنه لحق بقومه وعشيرته بالبادية ، وبقيت الطفلتين عند أمهما هالة أخت خديجة ، فضمت خديجة أختها هالة مع
__________________
(١) البشرى في مناقب خديجة الكبرى / ٣٤.
(٢) انظر : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ٢ / ١٢٩.
(٣) انظر : الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلىاللهعليهوآله ٢ / ١٢٧ ، و ٥ / ٢٧٣ ؛ بنات النبي صلىاللهعليهوآله أم ربائبه؟ للعلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله.
(٤) كتاب الاستغاثة ، أبوالقاسم الكوفي / ٧٦.