وبه تُميتُ الأحياءَ ، وبه تُحيي الموتى ، وبه تُعزّ الذّليلَ ، وبه تُذلّ العزيزَ ، وبه تفعلُ ما تشاءُ ، وتَحكُمُ ما تريدُ ، وبه تَقُولُ لِلشيء كُن فَيكونُ. اللّهُمَّ وباسمِكَ العظيمِ الذي إذا سألكَ به السّائلوُنَ أعطيتَهم سؤلهم ، واذا دَعاكَ به الدّاعون أجبتَهُم ، وإذا استجارَ بِكَ المُستجيروُنَ أجرتَهمُ ، وإذا دَعاكَ به المُضطَرّون أنفَذتَهُم (١) ، وإذا تَشَفّعَ به إليكَ المُتَشفّعونَ شَفّعتهُم ، وإذا استصرَخَكَ بِهِ المُستصرخُونَ أصرخَتهُم وفَرّجَتَ عنَهمُ ، وإذا ناداكَ بِهِ الهاربُون إليكَ سَمِعتَ نِدآءَهُم وأعَنتَهُم ، وإذا أقَبلَ به التائِبوُنَ قَبِلتهم وقَبِلتَ تَوبَتَهُم.
فإنّي أسألُكَ به يا سّيدي ومولايَ وإلهي ، يا حَيّ يا قيّومُ ، يا رَجائي ويا كَهفي ، ويا كنزي ويا ذُخري وذَخيرتي ، ويا عُدّتي لِديني ودُنيايَ وآخرتي ومُنقَلبي ، بذلِكَ الاسمِ الأعظمِ أدعوُك لذِنبٍ لا يغفرُهُ غَيرُكَ ، وِلكَربٍ لا يكشفُهُ غَيركَ ، ولِهمٍّ لا يَقدِرُ على إزالتهِ غيَرُكَ ، ولِذُنُوبي التي بارزتُكَ بها ، وقَلَّ مَعها حباي عِندَكَ بِفعلها.
فها أنا قد أتيتك خاطئاً مذنباً ، قد ضاقتَ عَلَيَّ الأرضُ بما رَحُبت ، وضاقَت عَلَيَّ الحيل ، فَلا مَلجأ ولا مُلتَجَأ مِنكَ إلاّ إليكَ ، فها أنا بَينَ يَديكَ ، قَد أصبحتُ وأمسيتُ مُذنباً خاطِئاً ، فَقيراً مُحتاجاً ، لا أجدُ لِذَنبي غافِراً غيركَ ، ولا لِكسري جَابراً سِواكَ ، ولا لِضُرّي كاشِفاً غَيركَ ،
__________________
(١) انفذتهم : أي خلصتهم.