الأعراض وفض الأبكار وركوب العار وبيعهن من الأكراد وأهل البادية كما يباع الإماء كل واحدة بمئة إلى مئة وخمسين قرشا.
أما الدروز في لبنان ووادي التيم ودمشق وحوران فقد نفي منهم نحو مئة إلى طرابلس الغرب ، ولم يقتل أحد منهم لأن النصارى طلبوا محاكمتهم بالشرع ، ولا بد في الشرع من شهود عدول ، والنصارى في هذا الحادث لا تصح شهادتهم ، والدروز لا يشهد بعضهم على بعض ، وإلا فإن فؤاد باشا أراد فيما قيل أن يقتل منهم خمسمائة رجل. ولاحظ الماجور فرازر بقوله إنه إذا لم يحكم على غير سبعة وخمسين قاتلا فيستنتج من ذلك أن معظم من اشتركوا في المذابح لم يزالوا مطلقا سراحهم ، لأنه من المستحيل أن يعتقد بأن أكثر من ثمانية آلاف شخص ذبحهم سبعة وخمسون رجلا دع النساء السبايا واللائي عبث بطهارتهن. وذكر آخر أن الدروز لم يرتكبوا الفاحشة مع النساء وتركوا ذلك لرعاع المسلمين.
عمل العقلاء في دمشق وبيروت ورأي مؤرخ منصف في المسلمين :
وهنا لا بد من التنويه بعمل أكثر عقلاء المسلمين في دمشق وبيروت خاصة ، وما بذلوه لحقن دماء أبناء ذمتهم من النصارى ، فقد أنقذوا ألوفا منهم على ما يقضي بذلك الدين والشرف ، ولو لا ذلك لم يبق منهم ديار ، وفي مقدمتهم الأمير عبد القادر الحسني ، فشكرته الدول النصرانية جمعاء ومما قالته الملكة فيكتوريا ملكة انكلترا وامبراطورة الهند في شكر صنيعه : إنها عرفت من سلوك سموه الفرق بين المسلم ذي العقل الراجح ، والجبناء المتظاهرين بالتدين الذين عملوا بإثارتهم التعصب على إبادة كثيرين من النصارى العزّل. وقد كان للشيخ عبد الغني الميداني الغنيمي ومحمود أفندي حمزة وأسعد أفندي حمزة والشيخ سليم العطار وسعيد آغا النوري وعمر آغا العابد وصالح آغا المهايني والسيد عمر بيهم إلى عشرات غيرهم من أهل العلم والسراوة في دمشق وبيروت ممن فتحوا بيوتهم لإيواء مواطنيهم المنكوبين يد طولى في هذا الشأن تذكر فتشكر ولقد قال السيد محمود حمزة قصيدة في تقبيح ما صدر من رعاع الدمشقيين من أفعال القتل والنهب منها :