وحكم أنفسهم بأنفسهم ، وذلك في اللائحة التي تم توقيعها بين فرنسا والأمير فيصل يوم ١٦ كانون الأول ١٩١٩ واعترف الأمير بأن السوريين لا يستطيعون في الوقت الحاضر ، لاختلال النظام الاجتماعي الناشىء عن الاضطهاد التركي والخسائر المحدثة أثناء الحرب ، أن يحققوا وحدتهم ، وينظموا إدارة الأمة دون مشورة ومعاونة أمة مشاركة ، وطلب باسم الشعب السوري هذه المهمة من فرنسا وقد جاء في المادة الخامسة من هذه اللائحة أن الأمير فيصلا يتعهد بأن يسهل بالمشاركة مع فرنسا تنظيم دروز حوران بشكل استقلال إداري داخل الدولة تكون مجهزة بأوسع استقلال يلتئم مع وحدة الدولة ، وجاء في المادة السابعة أنه يعترف بالعربية لغة رسمية في الإدارة والتدريس وتعلم اللغة الفرنسية كما تعلم لغة مساعدة وبصورة إجبارية ومختارة.
وتعهد الأمير بأن يقضي على العصابات التي كانت تعتدي على المنطقة الغربية التي يخفق عليها العلم الفرنسي ، وعلق اعترافه بالانتداب الفرنسي جهارا على إدماج لبنان في الشام ، ثم عاد إلى الشام (٣ شعبان ١٣٣٧ ـ أيار ١٩١٩) فاستقبلته السلطتان الفرنسية والبريطانية استقبالا رائعا ، وكان استقباله في دمشق فخما للغاية فخطب في بيروت خطبة رضي عنها الفرنسيون ، ولما جاء دمشق خطب خطبة تخالفها إجمالا وترضي المنادين بالاستقلال التام الناجز ، وبدأ التقلقل في سياسته والتناقض في أقواله ، لأنه كان بين عاملين العامل الفرنسي والعامل الإنكليزي وهذا أشد وأقوى وان لم يكن ظاهرا للعيان ، ومن أشد العوامل في هذا حالة والده ملك الحجاز ، ولأن إنكلترا إذا غضبت تنقطع عنه المعاونة المالية الشهرية ، وبدونها يستحيل القيام بشيء من أعمال المقاومة والدعاية.
المؤتمر السوري ومبايعته فيصلا ملكا على الشام :
كانت الحكومة العربية بدمشق دعت مؤتمرا تألف من أكثر أبناء الشام ومنها فلسطين، لوضع القانون الأساسي وتعيين شكل الحكومة ، فقرر إعلان ملكية الأمير فيصل (١٦ جمادى الثانية ١٣٣٨ ـ ٧ آذار ١٩١٩) فبويع له بالملك على الأصول باسم فيصل الأول ، وأعلن شقيقه الأمير عبد الله ملكا