الشرق. وسائر
البلاطات تحت جداراتها مصاطب دون حنايا عليها ، والبنيان فيها الآن على أكمل ما
يكون. وعند باب ابراهيم مدخل آخر من البلاط الآخذ من الغرب الى الجنوب فيه أيضا
سوار جصية. ووجدت بخط أبي جعفر بن علي الفنكي القرطبي الفقيه المحدث : أن عدد
سواريه أربع مئة وثمانون ، لأني لم أحسب التي خارج باب الصفا.
وللمهدي محمد بن
أبي جعفر المنصور العباسي في توسعة المسجد الحرام والتأنق في بنائه آثار كريمة.
وجدت في الجهة التي من الغرب الى الشمال مكتوبا في أعلى جدار البلاط : «أمر عبد
الله محمد المهدي أمير المؤمنين ، أصلحه الله ، بتوسعة المسجد الحرام ، لحجاج بيت
الله وعماره ، في سنة سبع وستين ومئة».
وللحرم سبع صوامع
: أربع في الاربعة جوانب ، وواحدة في دار الندوة ، وأخرى على باب الصفا ، وهي
اصغرها ، وهي علم لباب الصفا ، وليس يصعد اليها لضيقها ، وعلى باب ابراهيم صومعة
قد ذكرت عند باب ابراهيم فيما بعد.
وباب الصفاء يقابل
الركن الأسود بالبلاط الذي من الجنوب الى الشرق ، وفي وسط البلاط المقابل للباب
ساريتان مقابلتان الركن المذكور فيهما منقوش : «أمر عبد الله محمد المهدي أمير
المؤمنين ، أصلحه الله ، بإقامة هاتين الأسطوانتين علما لطريق رسول الله ، صلىاللهعليهوسلم ، الى الصفا ليتأسى به حاج بيت الله وعمّاره ، على يدي
يقطين بن موسى وابراهيم بن صالح ، في سنة سبع وستين ومئة».
وفي باب الكعبة
المقدسة نقش بالذهب رائق الخط طويل الحروف غليظها ، يرتمي الأبصار برونقه وحسنه ،
مكتوب فيه : «مما أمر بعمله عبد الله وخليفته الإمام أبو عبد الله محمد المقتفي
لأمر الله أمير المؤمنين ، صلى الله عليه وعلى الأئمة آبائه الطاهرين ، وخلد ميراث
النبوة لديه ، وجعلها كلمة باقية في عقبه الى يوم الدين ، في سنة خمسين وخمس مئة»
في صفحتي البابين على هذا النص المذكور.