داخلة قبر متسع السنام ، عليه مكتوب : هذا قبر عون ومعين ، من أولاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، رضياللهعنه ، وفي الجانب الغربي أيضا قبر موسى بن جعفر ، رضياللهعنهما ، الى مشاهد كثيرة ممن لم تحضرنا تسميته من الأولياء والصالحين والسلف الكريم ، رضي الله عن جميعهم.
وبأعلى الشرقية خارج البلد محلة كبيرة بازاء محلة الرصافة ، وبالرصافة كان باب الطاق المشهور على الشط ، وفي تلك المحلة مشهد حفيل البنيان ، له قبة بيضاء سامية في الهواء ، فيه قبر الإمام أبي حنيفة ، رضياللهعنه ، وبه تعرف المحلة. وبالقرب من تلك المحلة قبر الإمام احمد بن حنبل ، رضياللهعنه. وفي تلك الجهة أيضا قبر أبي بكر الشبلي ، رحمهالله ، وقبر الحسين بن منصور الحلاج. وببغداد من قبور الصالحين كثير ، رضياللهعنهم. وبالغربية هي البساتين والحدائق ، ومنها تجلب الفواكه الى الشرقية.
دار الخلافة
واما الشرقية فهي اليوم دار الخلافة ، وكفاها بذلك شرفا واحتفالا! ودور الخليفة مع آخرها ، وهي تقع منها في نحو الربع أو أزيد ، لأن جميع العباسيين في تلك الديار معتقلون اعتقالا جميلا لا يخرجون ولا يظهرون ، ولهم المرتبات القائمة بهم. وللخليفة من تلك الديار جزء كبير ، قد اتخذ فيها المناظر المشرفة والقصور الرائقة والبساتين الأنيقة. وليس له اليوم وزير انما له خديم يعرف بنائب الوزارة ، يحضر الديوان المحتوي على أموال الخلافة وبين يديه الكتب فينفذ الأمور ؛ وله قيم على جميع الديار العباسية ، وأمين على سائر الحرم الباقيات من عهد جده وأبيه وعلى جميع من تضمه الحرمة الخلافية ، يعرف بالصاحب مجد الدين استاذ الدار ، هذا لقبه ، ويدعى له إثر الدعاء للخليفة ، وهو قلما يظهر للعامة اشتغالا بما هو بسبيله من أمور تلك الديار وحراستها والتكفل