القرآن الذي أنزل لكي يُتَّبع ويُفهم من قبل أهله ، ولو أراد أحد من غير أهله أن يفهم المتشابه لأثار الفتنة واتّبع الفساد.
فالمتشابه لا يفهمه إلاّ الثقة القرين للقرآن ـ وهو الإمام ـ فإنّ الم وغيرها من متشابه القرآن الذي لا يعرف سره إلاّ الإمام.
وحيث أنّ لي أن أقول : إنّ الإمام المعصوم عنده علمه ، قد يقول لي قائل : كذلك الأئمة ، فلماذا لم يقولوا علمهم في الحروف ، هل كانوا لا يعلمون؟
لا بل يعلمون ، لكن نحن نعلم في مدرسة أهل البيت عليهمالسلام أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بثّ العلم كله إلى علي عليهالسلام وأمره أن يبثّه إلى الإمام الذي بعده ، فالإمام الذي بعده .. إماماً بعد إمام .. ولا يبدي أيّ إمام من العلوم إلاّ ما يناسب عصره ، يعني لو حدّث الأئمة إلى الإمام الحسن العسكري عليهالسلام ، لو حدّثوا بمعالم عن حروف القرآن ومفتتح السور ، لما طاقتها عقول من حولهم.
لكن العلم الحديث الآن بما وصل إليه ، وحيث أنّهم كانوا يعلمون ولم يتحدّثوا ، وحيث أنّه لم يبق إلاّ الإمام القائم عليهالسلام ولا تقوم الساعة إلاّ بعد أن تعرف كل علوم القرآن ، ففي اليقين أنّ الإمام القائم عليهالسلام سيحل هذا اللّغز ، وحلّه هو الذي ستعلوا له أعناق البشرية كلّها ، أعناق البشرية ستعلوا أمام معجزة في عصر علم تفوّق بالمعجزات ، فيأتي الإمام ويبطل معجزاتهم ويبدأ سجل معجزات