وَأُمِرْتُ لاَِعْدِلَ بَيْنَكُمْ ) (١).
قف يا أخي عند هذا التكلّم الشريف من رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بأمر الله ، الرسول يتكلّم ويقول : ( قُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ مِنْ كِتَاب ) ، يتكلّم بصيغة المتكلّم المفرد ، ( وَأُمِرْتُ لاَِعْدِلَ بَيْنَكُمْ ) ، أيضاً بصيغة المتكلّم المفرد ، ثم ينتقل إلى المتكلم بجمع بعدما ثبّت قاعدة الإيمان بالكتاب وعدم التفرق ، والإيمان بالكتاب وأن وظيفته العدل : ( وَأُمِرْتُ لاَِعْدِلَ بَيْنَكُمْ اللهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ ) (٢) ، ومقتضى التكلّم مفرداً كأن يقول : وأمرت لأعدل بينكم الله ربي وربكم لي عملي ولكم أعمالكم.
نحن نعلم أن للرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم صفتين : التبليغ والإمامة في حياته ، لأن إمامة أمير المؤمنين عليهالسلام إنّما كانت إمامة مرجأة لبعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فالرسول بعدما بيّن الأركان الأساسية في الإيمان ـ الكتاب والعدل ـ قال : إنّ هذا سيستمر طالما نحن جمع.
وأدعو السادة العلماء أن يراجعوا ـ وهنا في اعتذار كان يجب أن أبدأ به ، فأنا مستبصر مبتدىء متعلم ، وعندما أتحدث في حضرتكم لكي أتثبت لا لكي أُعلّم ، لكي أتثبت ممّا لدي بتفضلكم ومراجعتكم ، فأرجوكم أن تسمعوني بروح الناقد البصير ـ أنّ الله
__________________
١ ـ الشورى : ١٥.
٢ ـ الشورى : ١٥.