أبو سعيد عبيد الله بن سعيد ، ثنا ابن إدريس ، عن عبد الله بن أبي السّفر ، عن الشعبي (١) قال :
ما نعلم أحدا انتصف من شريح إلّا أعرابي أتاه في خصومة فجعل يكلمه ويمسه بيده فقال له شريح : إن لسانك أطول من يدك ، فقال له الأعرابي : أسامري فلا تمس (٢) قال : فإذا أراد أن يقوم ، قال هل شريح : إني لم أرد هذا بسوء ، فقال له الأعرابي : فلا أجرمته إليك.
قال ابن إدريس : وكانت القضاة تكره أن يقوم الخصم وهو غضبان.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنبأ أبو الفضل بن البقّال ، أنبأ علي بن محمّد بن بشران ، أنبأ أبو محمّد بن السماك ، ثنا حنبل ، ثنا مسدّد ، أنبأ هشام بن أبي إسحاق ، عن أبي جرير ، عن شريح : أنه كان إذا غضب أو جاع قام فلم يقض بين أحد.
أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنبأ أبو الحسين بن الطّيّوري ، ومحمّد بن الحسن قالا : أنبأ الوليد بن بكر ، أنبأ علي بن أحمد بن بكر ، أنبأ صالح بن أحمد بن صالح العجلي ، حدّثني أبي (٣) قال : شريح بن الحارث الكندي القاضي ، يكنى أبا أمية كوفي تابعي ثقة ، وكان يؤم قومه فبلغهم أنه تكلم في أمر حجر أبي الأدبر (٤) بشيء فقالوا له : لا تؤمنا اعتزل ، فقال : وأجمعتم على هذا؟ قالوا : نعم ، فاعتزلهم.
قال : ويروى عن شريح أنه أتاه رجل فقال له : يا أبا أمية كبر سنّي (٥) ، ورق عظمك ، وذهلت عن حكمك (٦) ، وارتشى ابنك ، فقال له : أعده عليّ ، فأعاده عليه فاستعفى فأعفي ، وأرادوا أن يولوا سعيد بن جبير القضاء ، فقالوا : هو مولى ، فولوا أبا بردة بن أبي موسى وضموا إليه سعيد بن جبير.
__________________
(١) الخبر في أخبار القضاة ٢ / ٢٥٥.
(٢) بعدها في أخبار القضاة : فقال له شريح : أقبل قبل شأنك ، فقال : ذاك أعجلني إليك.
(٣) تاريخ الثقات للعجلي ص ٢١٦.
(٤) كذا بالأصل ، وفي ثقات العجلي : حجر بن الحارث بن الأدبر.
وانظر ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٤٦٢.
(٥) كذا وفي الثقات للعجلي : كبرت سنك.
(٦) في العجلي : وذهبت حكمتك.