القاضي أبو عبد الله الحسين بن هارون الضبّي ، أنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي ، أن عبد الله بن سعيد حدّثهم حديث (١) عبد الله بن الربيع بن سعد بن زرارة قال : قال صالح بن جناح : اعتبر ما لم تره من الأشياء بما قد رأيته ، وما لم تسمعه بما قد سمعته ، وما لم يصبك بما قد أصابك ، وما بقي من عمرك بما قد مضى ، وما لم يبل منك بما قد بلي
واعلم إنّما أنت نهار |
|
ضوؤه ضوء معار |
بينما غصنك غض |
|
ناعم فيه اخضرار |
إذ رماه زمناه |
|
فإذا فيه اصفرار |
وكذا الليل يأتي |
|
ثم يمحوه النهار |
فهذه صفتها ، وما لم أصف أدهى وأمرّ فما أصنع بأمر إذا أقبل غرّ وإذا أدبر ضرّ ، وأنشد :
يموت وينسى غير أن ذنوبنا |
|
إذا نحن متنا لا نموت ولا ننسى |
ألا ربّ ذي عينين لا تنفعانه |
|
وهل تنفع العينان من قلبه أعمى؟ |
قرأت بخط الحسن بن المقرئ ، وأنبأنيه أبو الهيثم العلوي ، وأبو الوحش الضرير عنه ، أنبأ أبو الفتح إبراهيم بن علي بن سيبخت ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصّولي ، أنشدنا ثعلب ، عن ابن الأعرابي لصالح بن جناح ـ رحمهالله تعالى ـ :
وأفضل قسم الله للمرء عقله |
|
فليس من الخيرات يفنى تقاربه |
إذا أكمل الرّحمن للمرء عقله |
|
فقد كرمت أعراقه ومناسبه |
أخبرنا أبو الفتوح (٢) أسامة بن محمّد بن زيد العلوي ، أنا أبو جعفر بن المسلمة ـ إجازة ـ قال : أجاز لنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، قال : صالح بن جناح اللّخمي شاعر كوفي ، رشيدي ، نظير القول في المواعظ والآداب ، وهو القائل :
ألا إنّما الإنسان عمد لقلبه |
|
ولا خير في عمل إذا لم يكن يصلي |
__________________
(١) بالأصل : حديثا.
(٢) وتقرأ بالأصل : أبو الفتح.