الحجّ (١) فنازعه قثم بن العباس فسعى (٢) بينهما أبو سعيد الخدري وغيره ، فاصطلحا على أن يقيم الحجّ شيبة بن عثمان ويصلّي بالناس.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ، ابنا البنّا ، أنبأ علي الحنبلي ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى الزهري ، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الحجبي ، قال : خرج شيبة بن عثمان إلى معاوية بن أبي سفيان معه حليفه أبو تجراة (٣) في أمر سعد بن طلحة ليفسح عنه الجلد ، وكان قد جلد بمكة فقال شيبة بن عثمان :
تزوج أبا تجراة من تك أهله |
|
بمكة يظعن وهو للظلّ آلف |
ويصبر على حرّ الهواجر والسرى |
|
ويدفي القناع وهو أشعث صائف |
قال : ونا الزبير ، قال : وسمعت عمي مصعب بن عبد الله ، ومحمّد بن الضحاك وغيرهما من رواة قريش يروونها لعمارة بن الوليد ، ويقولون : ويدفي القناع وهو أشوس كاشف.
ويزيدون فيها :
لعلك يوما أن تقول وقد بدا |
|
من البلد الغور الهام معارف |
لفتيان صدق إنني متعجل |
|
على ذات لون والموطئ خواسف |
قال : ونا الزبير ، قال : وحدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى ، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الحجبي ، قال : قال شيبة في ذلك :
وهاجرة قنعت رأسي بحرها |
|
أخاف على سعد هوان المضاجع |
أخبرناها أبو غالب ، وأبو عبد الله ، قالا : أنبأ أبو جعفر ، أنا أبو طاهر ، أنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار (٤) قال : حدّثني يعقوب بن محمّد بن عيسى ، حدّثني عبد الرّحمن بن عبد العزيز الحجبي ، قال : خرج شيبة بن عثمان بن أبي طلحة (٥) إلى معاوية بن أبي سفيان ومعه حليفه أبو تجراة في أمر سعد بن طلحة ليفسح
__________________
(١) عن خليفة ، وبالأصل : الحجاج.
(٢) في خليفة : فسفر بينهما.
(٣) ضبطت عن الإصابة بكسر المثناة وسكون الجيم.
(٤) الخبر نقله ابن حجر في الإصابة ٤ / ٢٦ في ترجمة أبي تجراة باختصار.
(٥) «بن أبي طلحة» مكررة بالأصل.