ثالثا : العمارة المدنية :
المدارس :
سبق الإشارة لهذا الموضوع في الناحية العلمية وما يهمنا هنا هو إيراد التفاصيل المعمارية لتلك المدارس. والواقع أن معلوماتنا في هذا الصدد شبه معدومة ولا نعرف سببا واضحا لإغفال الرحالة إيراد تلك الأوصاف. وأما ما يتعلق بالمدرسة المظفرية في مكة المكرمة والمشيدة باسم الملك نور الدين عمر ابن رسول ملك اليمن والواقعة عند باب العمرة (١) ؛ حيث استأثرت باهتمام المؤرخين وأسبغوا عليها عبارات العظمة وعلو الشأن في ذلك الوقت (٢) ، فنستطيع القول إن مردّ ذلك الاهتمام عائد إلى دورها العلمي في خدمة القادمين إليها من مختلف بقاع الأرض. والأرجح أن عظم شأنها يرجع كما نرى إلى دورها العلمي الكبير. ولا ننسى أن بلاد الحجاز كانت محطا للكثير من العلماء في مختلف بقاع الأرض. أما في المدينة المنورة فتوجد مدرسة تقع مقابل باب الرحمة ولا يعرف اسمها في حين أطلق عليها ابن جابر اسم الشهابية (٣) ، وأيضا ليست لدينا أية تفاصيل عن أوصافها المعمارية.
الأربطة :
الأربطة في مكة المكرمة :
أورد الرحالة المغاربة والأندلسيون أسماء عدد من الأربطة بمكة المكرمة ولكن على اختصار شديد فمنها :
__________________
(١) العبدري : الرحلة المغربية ، ص ١٧٤ ؛ التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٤٦ ، ٢٦٢ ؛ ابن بطوطة : الرحلة ، ص ١٣٩.
(٢) الخزرجي : العقود اللؤلؤية ، ج ١ ، ص ٨٢ ؛ ابن فهد : إتحاف الورى ، ج ٣ ، ص ٦٠. انظر ما سبق ، ص ٢٦٦.
(٣) ابن جابر الوادي آشي : البرنامج ، طبعة ١٤٠١ ه / ١٩٨١ م ، ص ٤٨ ـ ٤٩ ؛ البلوي : تاج المفرق ، ج ١ ، ص ٢٨٧.