مكانه بمقدار ستة أذرع من وقت بعيد (١). ويقابل هذا الميل ميل آخر لونه أخضر من حائط دار العباس.
المروة :
وقال التجيبي عن المروة : أنها حجر عظيم يبدو وكأنه انقسم نصفين بينهما فرجة مقدارها اثنتا عشرة ذراعا. وبني فيها درجات (٢) ، وقد حدد المسافة بين الصفا والمروة بمقدار سبعمائة وثمانين ذراعا. قسمها من الصفا إلى الميل الأخضر الأول في ركن المسجد بمائة وثمانين ومن الميل إلى الميل الثاني نحو مائة وخمسة وعشرين. ومن الميل الثاني إلى المروة باقي المسافة (٣).
ومما يلفت النظر التشابه بين وصف التجيبي للصفا والمروة ووصف صاحب الاستبصار مما يشير إلى نقله عنه (٤).
بئر زمزم :
ذكر ابن جبير أن قبة بئر زمزم تقابل ركن الحجر الأسود. وبينهما أربع وعشرون خطوة ، وداخلها مفروش بالرخام الأبيض الناصع البياض. أما تنور البئر فيميل قليلا عن الوسط إلى جهة الجدار المقابل للكعبة المشرفة ، وعمقها إحدى عشرة قامة كما ذرعها. وعمق الماء سبع قامات كما ذكر له.
ويقع باب القبة جهة الشرق وباب قبة العباس وقبة اليهودية (٥) جهة الشمال :
__________________
(١) أيد الفاسي ما ذهب إليه التجيبي في أنه نحي عن مكانه ، انظر : الفاسي : العقد الثمين ، ج ١ ، ص ١١٥.
(٢) انظر : الرسم رقم ٩.
(٣) التجيبي : مستفاد الرحلة ، ص ٢٢٧ ـ ٢٢٨.
(٤) مؤلف مجهول : الاستبصار ، ص ٢٩ ـ ٣٠.
(٥) لا توجد رواية تؤيد نسبة هذه القبة إلى أي يهودية مما يشير إلى بطلانها ولا يعرف على وجه الدقة سبب نسبتها.