الصفا والمروة :
الصفا :
ذكر ابن جبير أن للصفا أربع عشرة درجة عليها ثلاثة أقواس وتشبه الدرجة العلوية المصطبة. وقد أحدقت بها الدور (١). والمسافة بين الصفا والميل الأخضر ثلاث وتسعون خطوة ؛ وتقع السارية في ركن المئذنة الموجودة في الركن الشرقي من الحرم على جانب المسيل إلى المروة وإلى يسار الساعي إليها. كما يوجد الميلان الأخضران وهما عبارة عن ساريتين بلون أخضر أحدهما بجانب باب علي في جدار الحرم وإلى يسار الخارج من الباب. أما الميل الثاني ففي الجهة المقابلة في جدار دار متصلة بدار الأمير مكثر وعلى كل منهما لوح وضع أعلى السارية على شكل تاج منقوش بالذهب كتب عليه [إن الصفا والمروة من شعائر الله](٢) ثم أمر بعمارة هذا الميل عبد الله وخليفته أبو محمد المستضيء بأمر الله أمير المؤمنين أعز الله نصره في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة.
وبين هذين الميلين والميل الأول الذي يلي الصفا خمس وسبعون خطوة وهي المسافة التي يرمل فيها الساعي وقت السعي.
وأضاف ابن جبير أن ما بين الصفا والمروة سوق كبير في المسيل مليىء بالباعة.
كما رأى نقشا مكتوبا في سارية خارج باب الصفا يقابل إحدى الساريتين اللتين جعلتا علما على طريق النبي صلىاللهعليهوسلم إلى الصفا داخل الحرم نصه : «أمر عبد الله محمد المهدي أمير المؤمنين أصلحه الله تعالى بتوسعة المسجد الحرام مما يلي باب الصفا لتكون الكعبة في وسط المسجد في سنة
__________________
(١) انظر : الرسم رقم ٨.
(٢) القرآن الكريم : سورة البقرة ، ٢ / ١٥٨.