أنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين (١) الحافظ ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا علي بن عيسى ، نا أبو يحيى زكريا بن داود ، نا يحيى بن يحيى ، أنا عبد الرّحمن بن محمّد المحاربي ، عن أشعث ، عن أبي إسحاق ، عن مرّة ، عن ابن مسعود في قوله عزوجل : (وَداوُدَ وَسُلَيْمانَ إِذْ يَحْكُمانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ)(٢) قال : كرم قد أنبتت عناقيده فأفسدته. قال فقضى داود عليهالسلام بالغنم لصاحب الكرم. فقال سليمان : غير هذا يا نبي الله قال : وما ذاك؟ قال : تدفع الكرم إلى صاحب الغنم فتقوم عليه حتى يعود كما كان (٣) دفعت الكرم إلى صاحبه ودفعت الغنم إلى صاحبها قال الله عزوجل : (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ وَكُلًّا آتَيْنا حُكْماً وَعِلْماً)(٤)(٥).
أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر ، أنا أبي أبو سعد ، أنا أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس المكي ، نا أبو عبيد الله قال : قال سفيان في قوله تعالى : (إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ) قال : قضى داود لصاحب الحرث برقاب الغنم ، فمرّوا على سليمان قال : أي شيء قضى بينكم نبي الله؟ فأخبروه ، فقال : ليس هذا ، ولكن ادفعوا الغنم إلى صاحب الحرث يصيب من رسلها وصوفها ويعمل (٦) صاحب الغنم في حرثه حتى يردّها كما كانت حين أفسدتها الغنم ، ثم يردّ عليه غنمه فذلك قوله تعالى : (فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ).
أخبرنا أبو محمّد عبد الجبار بن محمّد بن أحمد ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي ، أنا أحمد بن محمّد بن عبد الله الطبري ـ قراءة عليه بجرجان ـ أنا أبو بكر أحمد بن علي بن إبراهيم الآبندوني (٧) ، نا عبد الله بن محمّد بن مسلم الجوربذي (٨) ،
__________________
(١) بالأصل : الحسن ، خطأ والمثبت عن م ، وهو أبو بكر البيهقي ، ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٦٣.
(٢) سورة الأنبياء ، الآية : ٧٨.
(٣) كذا بالأصل والمعنى مضطرب وسياق العبارة في الطبري ١ / ٤٨٦ كما كان ، وتدفع الغنم إلى صاحب الكرم فيصيب منها ، حتى إذا كان الكرم كما كان دفعت الكرم ...
(٤) سورة الأنبياء ، الآية : ٧٩.
(٥) الخبر من هذه الطريق في الطبري ١ / ٤٨٦ وانظر البداية والنهاية بتحقيقنا ٢ / ٣٢.
(٦) بالأصل ونعمل.
(٧) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى آبندون وهي قرية من قرى جرجان.
(٨) كذا ، وهذه النسبة إلى جوربذ كما في ياقوت وهي قرية من قرى أسفرائين. ذكره ياقوت وترجم له.
وفي الأنساب : الجوربكي ، نسبة إلى جوربك قرية من قرى أسفرائين ، ذكره ياقوت وترجم له.