كنائسهم. وجملة ما يصرف على الكنائس والقسّيسين يبلغ ثلاثين ألف ليرة في العام ، ولا يعرفون ضرب الأجراس بالحبال كما يفعل الإنكليز ، وإنما يصعدون إلى قبّة الجرس ويحرّكون مطرقته باليد بما تنقبض منه النفس ويشمئزّ الطبع.
المدرسة الجامعة
ومن ذلك مدرسة جامعة يعلم فيها الفنون واللغات ، وفيها كنت أعلم اللغة العربية إلا أن المالطيين يتعلّمون كل شيء ما عدا لغتهم. وفي مدّة الصيف يعطّل المعلّمون نحو ثلاثة أشهر وأجرهم غير ممنون ، وعند انقضائها يعيّن يوم لاجتماع التلامذة ومشائخهم في حجرة في المدرسة ، وفي الصدر مائدة عليها كتب ، ثم يقوم أحد المشائخ وهو في الغال صاحب المعاني والبيان ، فيلقي على الحاضرين خطبة ، ثم تقرأ أسماء من نبغوا في العلم من الطلبة ويعطون من تلك الكتب ما يليق بهم. وربما حضر الحاكم بنفسه لهذا ، ولا بدّ من أن يعطى لكل معلّم دفتر يكتب فيه أسماء الطلبة وما يحصّلونه من الفنون ، ويشترط عليه أن لا يعلّم تعليما مغايرا للديانة الكاثوليكية الرومانية.
تعليم ومكتبات ومطابع ومرافق أخرى
ومن الغريب أنّ أهل مالطة مع كون لغتهم فرعا عن العربية فليس منهم من يحسن قراءتها والتكلّم بها ، وإذا شاء أحد أن يفتح مكتبا بمالطة تمتحنه علماء هذه المدرسة أوّلا فإذا رأوه أهلا لذلك أعطي رخصته من الديوان فيه ، وجملة ما يصرف على هذه المدرسة وعلى مكاتب أخرى في القرى في كل سنة نحو ثلاثة آلاف وثلاثمائة ليرة.
ومن ذلك دار كتب موقوفة باللغات الإفرنجية فمن شاء أن يطالع كتابا منها ذهب إلى هناك واستوعبه ، وإن كان من الوجوه يحضره إلى منزله. وعدّة ما فيها ثلاثة وثلاثون ألف سفر ، وليس فيها من الكتب العربية ما تحته طائل.