ملحق
إشارة (١)
هذا ولما تمّ ما قصدته من الفوائد ، التي جمعت منها في هذا المؤلف الصادر والوارد ، والنادر والشارد ، وأبرزت فيه ما عند القوم من المذام والمحامد ، كما سبقت إليه الإشارة ، وأفصحت به العبارة ، هداني الجد الجديد ، والطالع الرشيد ، إلى أن أخدم به حضرة حاتم أوانه ، وأحنف زمانه ، المتوشّح بالفضل والفضائل ، والمتوّج بالمحامد ، فكلّ في مدحه وظلّه قائل ، سيّدي رفيع الذرى ، رحيب العرا ، أمير الأمراء السيّد خير الدين ، أدام الله عليه العزّ والتمكين ، فتقبله من حسن شيمه ، واستجاده بحلمه وكرمه ، وأجازني عليه جائزة سنية ، لا توجد إلا في القصور الملكية ، وهي خاتم من الماس الفائق ، يتألق تألق مناقبه في المغارب والمشارق ، فقلت فيه مترنّما ، وأنشدت متنغّما.
إذا كان خير الدين عنّي راضيا |
|
فما ضائري أن غضب الدهر والوسعا |
هو البحر جودا والصباح صباحة |
|
ونور الدجى نفعا ولطف الصبا طبعا |
هو الأوحد الفرد الذي من نواله |
|
يلاقي المرجى حين يقصده جمعا |
كريم لو أن الدهر أبصر جوده |
|
لعاوده الإحسان واستهجن المنعا |
همام متى يوعد يعفّ وإن يعد |
|
فغيث العطايا سابق برقه همعا |
__________________
(*) وردت هذه الإشارة بقلم الشدياق في الطبعة الأولى للكتاب (م)