الأولى وسكون الياء والتاء لثانية) ، وللكثير «وسق» (بكسر الواو وسكون السين والقاف) ، وللحصان «زامل» بالإمالة وهو ما كأنه يظلع من الدواب لنشاطه ، وللقرية «رحل» (بل حل بفتح الحاء وسكون اللام) وهو في اللغة مسكن الرجل ، وما يستصحبه من الأثاث وغير ذلك.
وسائل الترفيه والتسلية
ومن ذلك أي الحظ عندهم التماشي أمام قصر الحاكم حين يعزف بآلات الطرب العسكرية فيذهب إلى هناك جميع المتشبعين المتكيّسين فترنو الرجال إلى النساء وتدلّ النساء على الرجال ومن ذلك الأعياد الكنائسية وهي كثيرة جدّا ، فإنّ لكلّ قدّيس عيدا مختصّا به في زمن مخصوص ومكان معلوم ، فيرحل إليه عند اقترابه المتلهّون ، ويقضون ما تيسّر لهم من اللذّات وسماع الموسيقى ورؤية لعب النار وما أشبه ذلك ولا بدّ للأوباش في هذه الأعياد أن يسكروا ويفحشوا ما أمكن.
ومن ذلك حلبة السباق وقد تكون في الخيل والحمير والقوارب والسابق يفوز بالخطر(٤٦). ومن ذلك زحلوقة لهم يحضرها ألوف من الناس وهي أنّهم يربطون خشبة طويلة كصاري المركب إلى سفينة ، ويدهنونها بما تزلّ عنه القدم ، وينصبون أمامها غرضا ثم يمشون إليه على تلك الخشبة ، فمن زلّ عنها وقع في البحر.
ومن ذلك ثلاثة أيّام في المرفع (أي الكرنيفال) وهي الأحد والاثنين والثلاثاء يلبس فيها الرجل كالمرأة والمرأة كالرجل ويتزيّنون بهيئات متنوّعة وأشكال مختلفة ، ويغطّون وجوههم بجلود على هيئة الوجه (أو الحيوان) ، ويطوفون في المدينة حيارى سكارى ، ويسمّون هذا التشكّل مسكرة وكأنه محرف عن المسخرة ، ولا يتحاشون في هذه المدّة شيئا من الخلاعة والقصف والمنكرات. ويومئذ تغصّ الطرق بالناس والمواكب فإذا أصبح يوم الأربعاء ذهبوا إلى الكنائس ونثروا الرماد على رؤوسهم إشعارا بالإنابة ، ومن ثم يقال لهذا اليوم أربعاء الرماد ، وهذا الاسم باق عند الإنكليز مع
__________________
(٤٦) الخطر : ما يراهن عليه في السباق. (م).