الجمعيات والمصالح الجليلة في لندرة أهلية
والحاصل أن في لندرة جمعيات كثيرة للخير والشر ، وكل ما يدار فيها من المصالح الجسيمة والمساعي الجليلة ، فإنه يكون بواسطة جماعة لا بواسطة الدولة ، بخلاف مصالح باريس كما سبقت الإشارة إليه. وأقدم جمعية للتجارة هي الجمعية المسماة ستيل يارد ، كان انعقادها في سنة ١٢٣٢ ، وأقدمهن في المساعي الدينية جمعية انتشار المعارف المسيحية ، كان انعقادها في سنة ١٦٩٨ ، وفي الستي وحدها إحدى وتسعون لجنة أي كومبانية لأصناف التجارة والمبايعة ، منها اثنتا عشرة لجنة تنعت بالهونورابل أي المكرمة.
الشرطة في لندرة
وفي لندرة نحو سبعة آلاف شرطي وهم يتناوبون عسّ المدينة ليلا ونهارا ، وفي كل طريق شرطيان منهم ، في كل طرف واحد. وهم على غاية من النظافة والوضاءة ، ولا يكون مع الشرطي سلاح بخلاف شرطة باريس ، وإنما يكون بيده عصا قصيرة عليها صورة التاج ، فإذا عصاه أحد من ذوي الشرور ألقاها عليه ايجابا للطاعة فلا يمكن بعدها الخلاف ، ويكون معه فانوس مضلّع ، فإذا أراد أن يتعرف شخصا عن بعد أداره فوقع النور على وجهه حتى يراه كأنه بجنبه. ولا يسمح للشرطي بأن يتعاطى الدخان في حال مباشرته الخدمة ، خلافا لشرطة مرسيلية وغيرها ، ولا أن يلطأ من المطر أو الثلج ، ولا أن يرفع فوق رأسه ظلّة تقيه منهما أو من الشمس. ومن هؤلاء الشرطة من يتزيا بزيّ العامة حتى لا يكون معروفا ويسمى الثقاف ، ويجب على كل منهم أن يتعهد أبواب الديار والحوانيت ليلا ، ليعلم هل هي محكمة القفل أو لا ، فإذا رأى أحدها غير مقفل نبّه مالكها عليه ، وأن ينظر إلى أنوار الغاز في المواضع المذكورة وينبّه على إطفائها بعد فوات الوقت ، وأن يمنع من رمي المياه القذرة وغيرها من الشبابيك ، وييسّر المرور في الطريق للماشين والراكبين ، وأن يبذل جهده في فضّ الجموع ومنع الخصام في الطرق وفي إزالة كل ما يخل بالحياء والأدب ، وليس له أن