يبصره ، وأكثر من يفعل ذلك النساء ، وخصوصا نساء إرلاند فهن يجرين مع المارين ويلحفن في الطلب إلحاف الغريم ، فإذا لم تنل إحداهن شيئا من غريمها لعنته وانصرفت ، وكذلك لا يباح لأحد أن يكسب مالا بغير الوجه الذي يؤهله إلى ذلك ، فلا يسوّغ مثلا لأحد أن يتعاطى الطب وهو جاهل به ، أو صنعة من الصنائع من دون أن يأخذها عن آخر ، ويشهد له أستاذه بأنه أتقنها ، ولكن هم في ذلك أقلّ ضبطا وتحرزا من الفرنسيس ، وأكثر عرضة للتدجيل والمخرقة.
زي أولاد المدارس
وبقي لي أن أقول إن زيّ الأولاد الذين في المدارس والمستشفيات الخيرية بهذه المدينة من أقبح ما يكون ، فإن الأولاد الذين في بلوكوت سكول ، أعني مدرسة الرداء الكحلي ، وهي من أشهر المدارس ، يلبسون أردية من هذا اللون طويلة إلى أوساط سوقهم ، ويتحزمون بالجلد كالرهبان عندنا ، ولهم جوارب صفر ، ولا تزال رؤوسهم مكشوفة صيفا وشتاء ، مع أنهم من أبناء الوسط ، فأين هم من أولاد مدارس باريس الذين يلبسون لباس ضباط العسكر ، فتحسب كلا منهم ضابطا أو ضويبطا!؟ ويقال إن اللون الكحلي في بلاد الإنكليز كان في السابق خاصا بالخدمة والصبيان ، فلم يكن أحد من الخاصة يستليقه لنفسه ، حتى استعمله ضباط العساكر البحرية أولا فصار مرغوبا فيه ، ثم استعمله الوكس وهم فرقة من الأشراف من أهل المجلس فصار الآن خاصّا بالعظماء والنبلاء.
وذكر مؤلف أبجدية الأوقات جماعة تعرف بجمعية الببل ، قال من شأن هذه الجمعية في فرنسا وإنكلترا جمع الأموال لمقاصد خيالية على أي وجه من السحت كان ، وغير مرة تقع في العنت وسوء العاقبة ، وقد انهمكت بإنكلترة في هذه الأيام في رأس مال بلغ ثلاثمائة مليون ليرة.