وقلّ أن يوجد دار عظيمة أو حانوت كبير ، أو شيء آخر نفيس من دون ضمان ، وصورتها إذا خاف إنسان على داره أو سفينته أو أمتعته من النار أو السرقة ، ذهب إلى جمعية منها وألزم نفسه أن يدفع لهم في المائة شيئا معلوما إلى أجل مسمى ، فإذا هلك ماله غرّمت الجمعية قيمته. فأما ضمان المعيشة فهو أن الإنسان يلزم نفسه أن يدفع في كل سنة شيئا ، حتى إذا مات قامت الجمعية بمؤنة عياله ، ولكل سن مبلغ ، فإن الشاب القوي المظنون تعميره يدفع أقل مما يدفع الطاعن في السن ، وقبل تدوين اسمه في دفتر الضمان يكشف الطبيب عن بدنه ليعلم هل فيه داء خفي أو لا ، فإن علم أن به علّة لم يقبل ، أو يكلف دفع مبلغ وافر. وللميري أيضا شيء مما تأخذه الجمعية ، إذ لا يصح انعقاد جمعية شرعية أو إحداث شيء شرعي في بلاد الإنكليز من دون غرم للخزنة. وفي المحترفات الكبيرة والديار العظيمة يتخذون أصونة من حديد لصون المال والحليّ ، وكواغد المصرف وغيرها. وعن بعض المؤلفين لم تعقد جمعية ضمان الحريق من قبل ١٧٠ سنة ، فكان من يرزأ بالنار يجمع له مدد من الناس ، إلى أن انعقدت الجمعية المسماة اليد باليد في سنة ١٦٩٦ ، ثم اقتدى بها جمعيتان أخريان ، فلما أن نجحت مساعيهما تابعتهما على ذلك أخرى ، حتى بلغت الآن في المملكة ٧٤ جمعية. وفي سنة ١٨٠٥ قوّمت الأملاك التي ضمنت من خطر الحريق بمائة واحد وثمانين مليون ليرة ، وفي سنة ٥٥ بلغت ٠٠٠. ٠٠٠. ٩٢٧ ، وقد أطفأوا في سنة واحدة ٣٩٠ حريقة ، وأنجوا سبعين نفسا.
محلات الصيارفة في لندرة
وفي لندرة ٨٨ محلا للصيارفة ، ولكن لا ينبغي أن تفهم من لفظة الصيرفي هنا ما تفهمه منها في البلاد الشرقية ، فتظن أنه يصرف الليرة مثلا بشلينات ويأخذ عليها فلسا أو فلسين ، وإنما الصراف هنا هو من تأتمنه الأغنياء والكبراء على أموالهم ، فيدفعونها إليه ويأخذون منه فائدتها في العام ، وكل واحد من هؤلاء الصيارفة عنده عدّة من الكتّاب والحسّاب والخدمة ، فمحترفه عبارة عن ديوان يدخل فيه الناس أفواجا أفواجا.