منشئات البر والاحسان في لندرة وما يليها
وفي لندرة من المواضع المنشأة للبر وفعل الخير ما يصعب عده ويعسر حده ، قال بعض المطرين على الإنكليز وأظنه أمرصون الأميريكاني المشهور ، إن الإنكليز أكثر الخلق فعل خيرات ، وأظن ذلك يصدق عليهم من دون مراء ، وها أنا أبيّن لك بوجيز من القول عظم ما تفعله هذه الأمة من البر والإحسان ، فإذا سمعته فاقض لنفسك بما تراه الحق ، فأقول : إن في لندرة مستشفيات للمجانين ، والجذمى ، وناقصي الأعضاء ، وللمرضى والجرحى ، والسّقط ، والصّم والبكم والعمي ، والمحتاجين والأشقياء ، ولسائر من حلّت به نكبة وفدحته مصيبة ، وللمحرومين من الرزق ، وللعاجزين من الشيوخ وللأيتام وللنغول وللغرقى والأرامل ، ولإرشاد الضالين ، وتحرير الرقيق ، والرفق بالحيوان ، ما عدا محال التعليم والعبادة ونشر الكتاب المقدس ، وغير ذلك مما يبلغ مئات. ففي مارستان صان برثولومي ٥٨٠ فراشا ، ويوزع منه أدوية وغيرها على سبعين ألف شخص في كل سنة ، منهم أربعة آلاف بداخله. وفي غير مستشفى آخر ٥٣٠ فراشا ، وتوزع منه أدوية وغيرها قدر ما يوزّع من ذلك ، وفي مستشفى صانت جورج ٣١٧ فراشا ، ويوزع منه أدوية وغيرها على كثير من المرضى والزمنى (٣٢٣) ، ويوجد مثلها ستة أخرى لشفاء الأمراض والجراح ولتربية النغول ، يربى فيه نحو ٤٠٠ ولد ، وآخر لأجل تربية أولاد العساكر البحرية وأولاد أهل اسكوتلاند ، وآخر لتربية أولاد العساكر البرية فيه ألف ولد ، ومحال أخرى للأيتام أكثر من أن تعد. هذا وللجمعية البشرية مساع حميدة لاستنقاذ الغرقى ، فإنها تستخدم أناسا لاستخراج الغارقين بآلات مخصوصة ، وتبذل جهدها في مداواتهم وشفائهم ، وتجود بالجوائز على كل من ينقذ أخاه في البشرية ، وكذلك يوجد جمعية لإغاثة الذين يصابون بالنار ، وفي كريست هسبيتال يربى أكثر من ألف ولد ، وقل كذلك في الباقي. قال صاحب الكتاب الذي منه نقلت : إن جملة المستشفيات والمنشئات الخيرية من عند لندرة وما يليها ، إلى حد كرينتش وهي على عشرين دقيقة من
__________________
(٣٢٣) الزمنى : مفردها زمن ، وهو المصاب بمرض مزمن (م)