سوّاق العواجل في كل من لندرة وباريس
وسواق العواجل في لندرة ذوو شطط وجفاء ، فإنهم يتقاضون الغرباء أكثر من المرسوم عليهم من الميري ، وحيث أنهم يعلمون أن أصغر القضايا لا تفصل إلا بحضرة القاضي بعد قال وقيل ، وأنه ليس كل أحد يروم التشرف بمجلس الأحكام ، فلا يألون جهدا في غبن الراكب ، وأخذ شيء منه زائد على المرتب ، ومن لؤمهم أيضا أنهم قلما ينبهون الماشين في الطريق قبل أن يدركوهم ، وإذا تكلفوا ذلك نبّهوهم بنوع من الشتم. أمّا في باريس فإن للسواقين شيخا في كل خط ، فمتى حصل بين أحدهم وبين المستأجر نزاع فصله الشيخ ، ومتى دخلت العاجلة أعطاك السائق ورقة مطبوعة فيها عدد عاجلته لتهديك إلى معرفته عند الاقتضاء.
أجور النقل في كل منهما
والجعل على المضمار في باريس بعيدا كان أو قريبا نحو شلين ، ولا فرق في عدد الركاب ، فأما في لندرة فعلى كل ميل نصف شلين إذا كان راكب واحد ، ولكن إذا كانت المسافة مثلا ميلين ، وادّعى السائق أنها ثلاثة ، لم يفصل بينك وبينه غير البأس والبطش ، فإن رآك أضعف منه ألزمك ثلاثة. فأما إذا اكتريت بالساعة فسير ساعة في لندرة جعله شلينان ، وفي باريس فرنكان ، غير أنه يوجد في هذه عواجل مفتوحة تشبه عواجل الأمراء والكبراء ، وربما جرها حصانان. وفي لندرة لا وجود لها ، ومن الغريب أن الحوافل التي جعلها في لندرة أغلى تكون أبدا مشحونة بالركاب ، والرخيصة يعرض عنها.
اختراع العواجل بين الفرنسيين والإنكليز
وعن بعضهم أن هذه العواجل الكبيرة هي من مخترعات الفرنسيس في زمن فرنسوا الأول ، ولكن لم يكن منها حينئذ إلا اثنتان ، وفي سنة ١٥٥٠ كان منها ثلاث