إنجاز كتاب الفارياق
ثم ورد إلي كتاب من الخواجا روفائيل كحلا يؤذن باستتباب حروف للفارياق ، فسافرت إلى باريس ، ولما علمت أن طبعه لا يتم في مدة قصيرة رجعت إلى لندرة ، وكانت صحف الطبع ترسل إليّ هنا لأصلحها ثم أعيدها وهكذا نجز الكتاب.
أسفار متصلة بين لندرة وباريس
ثم لما فتح معرض التحف في باريس وذلك في ١٥ أيار سنة ١٨٥٥ سافرت أيضا لأشاهده ، وهو بناء جليل من حجر لكنه ليس في كبر معرض تحف لندرة ، ولم يكن يحوي بضائع متنوعة ما حوى ذاك ، إلا أن من حذق الفرنسيس أنهم ينضّدون الأمتعة بنوع أنها تبدو للعين رائعة فائقة ، وفضلا عن ذلك فإن الناس كان همهم في تلك السنة إتقاء مضار الحرب وغوائلها ، وكان الذين عرضوا بضائعهم فيه خمسة وعشرين ألفا ، منهم عشرة آلاف من الغرباء ، وقد رأيت فيه حلي الملكة زوجة الملك وهي مما يفوق الوصف.
ثم عدت إلى لندرة ثم سافرت بعدها مرتين إلى باريس ثم عدت ، وكانت عودتي هذه المتممة للعشرين مرة من زيارتي لندرة ، وحيث وجدت نفسي هذه المرة قارّا فيها ، وجب عليّ أن أصف ما فيها مما يحمد ويذم وصفا تاما وافيا ، وإنما لم أطل الكلام في وصف باريس لما تقدم آنفا من أن الشيخ رفاعة بك ألّف رحلته فيها ، ولأن البلدة معروفة عند سكان البلاد الشرقية أكثر من لندرة.
بين نفقات باريس ولندرة
ويجب قبل الشروع في الوصف أن تعلم أن ما قيمته من المأكول والمشروب فرنك ففي لندرة شلين غالبا ، وأن نفقة السفر من لندرة إلى باريس في المحل الثاني من الرتل لا تزيد على أحد وعشرين شلينا ، سواء كان على طريق هافر أو ديان أو بولون أو