الألماس قدر الكبير منها نحو الجوزة ، تبلغ قيمته فيما قيل ٠٠٠. ٠٠٠. ٣ ، وكان فيه أيضا صوان لحلي ملكة إسبانيا ، وتحف أخرى بديعة لم ير مثلها قط ، من جملتها فرو لقيصر الروس قيمته ٠٠٠. ٣ ليرة ، ومرآة لم يصنع أكبر منها في العالم بأسره ، وأول من صنع المرآة كما هي الآن أهل فينيسيا وذلك في سنة ١٣٠٠ ، وكانت تصنع قبل ذلك من النحاس ، ولم تعرف في إنكلترة إلا في سنة ١٦٧٣. فانظر إلى التمدن كيف يفعل ، وإلى الأيام كيف يداولها الله بين الناس. وكان فيه آلة تصنع ٨٠٠. ٢ مغلف للكتب مصمغة مطوية في ساعة واحدة ، وآلة تصف حروف الطبع بنفسها ونحو ١٧٠ نوعا من التوراة والإنجيل ، وكان يجتمع في هذا المحل كل يوم نحو ٠٠٠. ٦٠ يؤدي كل شلينا ، وكان يوما الجمعة والسبت مختصين بالكبراء والأعيان ، ويقال إن الملكة دخلته يوما فأعجبها ثوب مزركش في محل البضائع التركية ، فسألت قيّمه عن ثمنه ، فقال : ٢٠ ليرة ، فقالت : هذا غال جدا ، ويقال أيضا إن الفرنسيس أحرزوا قصب السبق في كذا وكذا نوعا من الصنائع ، والمشهور عند الناس عموما أن الإنكليز في الأعمال القينية أمهر منهم والله أعلم. وغاية ما أقول إن كل ما يصنعه الفرنسيس يظهر عليه الرشاقة والمشق والطلاوة ، وما يصنعه الإنكليز يكون جزلا متينا حتى أن هؤلاء في تصويرهم السخريّ يصورون الفرنسيس نحافا ضعافا وأولئك يصورونهم ضخاما جساما. فأما صنعة الطبع فلا شك أنها عند الإنكليز أتم وأحسن ، وهم يقولون إن الاختراع من شأن الفرنسيس ، لكن الإتقان والإحكام من شأننا.
داردوق نرثمبلاند
ومن الديار العظيمة التي فتحت للمتفرجين أوان المعرض دار دوق نرثمبلاند ، وهي دار عظيمة البناء والفرش والأثاث فيها تصاوير نفيسة ، وتحف غريبة ، حتى أن أطر مواقدها كانت من فضة بدل الحديد ، ثم إن هذا المعرض لم يفد الإنكليز فائدة مال الغرباء فقط ، بل أفاد أيضا أهل الفظاظة منهم حسن العاشرة والمجاملة نوعا ما ، فإنهم كانوا قبل ذلك على غاية النفور من لحى الغرباء وشواربهم.