لنص الإنجيل.
«العاشر» وجود دكاكين في باريس في أي موضع كان ، سواء كانت للأكل أو الشرب أو غير ذلك ، وفي لندرة جميع الحارات التي يسكنها الكبراء والأغنياء خالية من الدكاكين. فإنهم يرسلون خدمتهم إلى الأسواق ليشتروا منها ما يلزم ، أو تأتيهم المؤنة مرتبة من عند أصحاب الدكاكين.
«الحادي عشر» النظر في أمر المومسات فإنهنّ في باريس يمتحنّ في كل أسبوعين ، فإذا رأى الطبيب إحداهن مريضة بالداء المعروف ، أرسلها إلى المستشفى لتتداوى هناك ، فلا تخرج منه إلا بعد أن تشفى ، فأما في لندرة فقد تطوف المومسة والداء أفسد آرابها(٣١٠)وأحشاءها ، فيمكن أنها في ليلة واحدة تعدي جمعا ، ولا جرم أنه حيث كانت هذه المفسدة في المدن الجامعة مما لا يستغنى عنه ، وكانت هؤلاء المتهالكات على الدينار وقاية لعرض الحرائر ، كان النظر في أحوالهن يعدّ من المصالح ، ولا سيما إذا أبيح لهن التطواف آناء الليل وأطراف النهار كما هو الواقع في لندرة ، أمّا في باريس فلا يباح لهن التطواف في الليل بعد الساعة العاشرة.
«الثاني عشر» إباحة استعارة الكتب من المكاتب الملكية في باريس ، فإن المعروفين عند ناظر المكتبة يمكن لهم أن يستعيروا كتابا ليطالعوه في بيوتهم ويستفيدوا منه ، وفي لندرة لا يباح ذلك.
«الثالث عشر» سهولة تحصيل العلم والصنائع ، أمّا الأول فلكثرة المدارس ، وحسن ترتيبها ، ورخصها بالنسبة إلى غيرها ، حتى إن الإنكليز يبعثون أولادهم إلى باريس ليتعلموا فيها ما يعسر عليهم تحصيله في بلادهم. وأمّا الثاني فلأن الأب إذا شاء أن يعلم ابنه حرفة اتّفق مع أحد الصنّاع على أن يبقيه عنده ثلاث سنين ، ففي أول سنة يعطيه شيئا في مقابلة التعليم ، وفي الثانية يكون شغل الولد مقابلا لتعليمه ، وفي الثالثة يبتدئ أن يكسب شيئا. وفي لندرة يلزم المتعلم أن يبقى عند معلمه سبع سنين ومصروفه في خلال ذلك ثقيل على والده.
«الرابع عشر» الحماية الجنسية ، فقد أسلفت لك أن حماية الإنكليز لا تفيد إلا
__________________
(٣١٠) الآراب : جمع إرب ، العضو (م)