لشراء الأملاك ، وهناك أمور أخر غير هذه تراها في باريس على أحسن انتظام ، وذلك ككيفية تبليغ البريد بالرسائل ، وكيفية إيقاد الغاز ، وتسعير المأكول والمشروب ، وترتيب الحمّالين ، مما هو في لندرة مغفل أو مضيّع.
موازنة بين فرنسا وإنكلترة
قال بعض الفضلاء : الحاكم في فرنسا هو خصم المذنب فلا يصحّ للمفترى عليه أن يصفح عن المفتري ، وعند الإنكليز يلزم المصروف أو يطلق الجاني ، وعلى كل نوع من الضرب قصاص. وعند الإنكليز يغرّم من دون قصاص. وكل بلد هناك له صندوق ينفق منه وآخر للإيراد ، وله ديوان مكس على المأكول خاصة ، فلا تتكلف السكان بشيء. وفي لندرة يجب على السكان إصلاح الطرق وتجهيز الماء والنور وغير ذلك. وفي فرنسا معاش القسيسين والقيام بمصاريف الكنائس مرتب من خزنة الدولة ، وهنا موكول إلى الرعيّة. وهناك ديوان للتجارة وآخر للجرائر وآخر لأحوال متنوعة ، وهنا ديوان واحد. وهناك طبع التجار مائل إلى المناقشة والنزاع على أشياء لا طائل تحتها ، وهنا جلّ التجار متكبرون شيمتهم الضبط والرشد. وهناك ترى الفقراء أعداء الأغنياء ، وهنا يهابونهم ويكرمونهم. وهناك القوانين والأحكام أقوم وأعدل ، إلا أن الذين يباشرونها ويجرونهما هنا أصلح وأفضل. وهناك تقضي الناس سائر أوقاتهم خارج منازلهم ، وهنا بعكس ذلك. وهناك يطمع التاجر الكبير في ربح كثير لقلة تجارته ، وهنا يجتزئ بالقليل من الكسب لكثرة تجارته. وهناك تختلط الأكابر بالأصاغر ، وهنا كل ينحاز إلى شكله وندّه. وهناك تفتخر الشبّان بالفجور ، وهنا يأتونه اضطرارا ، وفي هذا القدر كفاية.
رأي أخير في كل من الفرنسيين والإنكليز
قلت وهنا يحق لي أن أقول في الإنكليز والفرنسيس ما قاله الآمدي في أبي تمام والبحتري ، وهو أن الجيد من الإنكليز خير من الجيد من الفرنسيس ، والرديء من