عن إحراق دار أو دكان أو معمل ونحو ذلك ، ففي سنة ١٨٥٦ وقع فيها وفي ضواحيها ٩٥٧ حريقة ، منها ٣٩٣ حريقة كانت متلفة جدا ، وبلغ عدد الحرائق في فرنسا كلها في مدة ثلاث سنين ، وذلك من سنة ١٨٦٤ إلى آخر سنة ١٨٥٦ ـ ٠٣٨. ٢٢ ، نعم إنّ ديار باريس هي من الحجر ، وديار لندرة من الآجرّ ، غير أنّ أثاثهما من جوهر واحد.
و «الثاني» أنه لا يعرف في باريس تداول نقود زائفة أو كواغد بنك مزورة ، وفي لندرة كثيرا ما يقع ذلك ، وإذا دفعت إلى تاجر فيها قطعة من الفضة أو الذهب فلا بد وأن يختبرها.
«الثالث» أن ارتكاب القتل في باريس بالنسبة إلى لندرة نادر جدا ، لا سيما الآن حيث أجازت دولة إنكلترة للخلعاء والمنفيين أن يرجعوا إلى بلادهم بعد انقضاء مدتهم.
«الرابع» ثقب الديار والحوانيت والطرّ والاختلاس من الديار والمحترفات والدواوين ، ولا سيما البوسطة فهو على نسبة القتل.
«الخامس» العوارض التي تحدث للمسافرين في الأرتال ، فإنها في بلاد الإنكليز كثيرة ، وألحق بها أيضا العوارض التي تحدث في طرق المدينة بمرور الحوافل والعواجل وسائر أنواع المراكب.
«السادس» المضار التي تحدث من بيع السم والمسبت والمأكولات المنتنة والمشروبات الكريهة فإنها في لندرة بليّة من بلايا الله ، وألحق بذلك رخصة العطارين والصنادلة (٣٠٩) في بيع الأدوية من دون وصف الطبيب ، وبيع المفاتيح لأيّ ما كان ، وفي باريس يجب على المحتسبين أن يسعّروا الأصناف ويختبروا الحليب والخمر والدقيق واللحم والسمك وما أشبه ذلك ، على حين غفلة من الباعة ، فإذا وجدوها مغشوشة أو فاسدة غرّموهم وشهروهم في صحف الأخبار ، ولا يباح أيضا بيع الفاكهة فجّة ، وذلك كله في لندرة موكول إلى إرادة الباعة فلا تكاد تجد شيئا خالصا ، حتى أن الجنازة في باريس مسعّرة من الديوان ، فأقلها خمسة فرنكات وأغلاها ٣٦٨. ٣ كذا في غالنياني.
__________________
(٣٠٩) الصنادلة : الصيادلة (م)