هذا الكتاب حذفوا السين في ذلك الموضع.
ولا بدّ من أن يكون في كلّ قرية في بلاد الفلاحين كنيسة للمتأصّلة وإن لم يكن فيها دكان لبيع أهم ما يكون من المأكول والملبوس ، ولا بدّ أيضا من أن يكون لها برج يلزقها لوضع الأجراس ، فمنها ما يكون له أربعة ، ومنها ما يكون له ستّة ، أو اثنا عشر ، وضربهم بها مطرب ولا سيّما على بعد. وهم يدّعون بأنّه ليس من يجاريهم في هذه الصنعة ؛ فإنّهم أتقنوها غاية الإتقان ، حتى إنّها تكاد أن تعدّ من فنون صنعة الإيقاع.
وأكبر جرس في الدنيا جرس كرملين ، أو كرميلان ، وهي قلعة مدينة المسكوب زنته ٧٧٢ ، ٤٣٣ رطلا ، وقيمة جوهره ٥٦٥ ، ٦٦ ليرة ، ولما شرع في سكبه تبرّع كثير من الناس بالفضّة والذهب ، فخلطا معه ، ثم يليه جرس كنيسة صانت إيفان في المدينة المذكورة زنته ٨٣٦ ، ١٢٧ رطلا ، وجرس كنيسة رومية زنته ٦٠٧ ، ١٨ ، وجرس قصر فلورانس زنته ٠٠٠ ، ١٧ رطل ونحوه جرس أكسفورد ، وزنة جرس كنيسة صان باول بلندرة ٤٧٤ ، ١١ رطلا ، وفي هذه السنة وضع جرس في برج مجلس المشورة بالمدينة المذكورة زنته ٠٠٠ ، ٣٦ رطل.
قال فلتير : إن بلاد الإنكليز هي بلاد المذاهب والنحل ، فالإنكليزي يذهب إلى السماء من أي طريق شاء ، ولكن وإن يكن ممكنا لكلّ واحد منهم أن يعبد الله ويخدمه على الوجه الذي استحسنه ، إلا أن دين الدولة هو الوسيلة للتموّل ونوال الوظائف والمراتب السامية ، فلا يمكن لأحد أن ينال وظيفة في إنكلترة وإرلاند ما لم يكن على مذهب الكنيسة الأسقفية ، وهذا الحظر جعل جلّ ذوي الوجاهة والنباهة من حزبها ، ثم إن إكليروس هذه الكنيسة قد اقتدوا بالكنيسة الكاثوليكية في سنن كثيرة وخصوصا في أخذ العشر من الرعية ، وفي النهم إلى التأمّر عليهم ؛ لأن ركطر القرية إن هو إلا بابا لو استطاع ، إلا أنّهم أكثر حشمة وعفّة من قسيسي فرنسا ، وأخص أسباب ذلك هو كونهم يتربّون في أكسفورد وكمبريج بعيدين عن فساد المدن الكبيرة.
قلت لعلّه حين كتب ذلك كان إكليروس فرنسا على غير ما نراهم في هذا العصر ، فإنّهم الآن قدوة في الفضائل والمحامد ، وكذا يوجّه قوله بعيدين عن الفساد ، فإن