طعامهم وشرابهم
ثم إنه ما عدا جهل الإنكليز بالطبخ واقتصارهم على لونين ، أو ثلاثة من الطعام ، فإن الإنسان لا يجد عندهم شيئا من الطعام والشراب خالصا ، أمّا الخبز فإنّهم يخمّرونه بنوع يستخرجونه من المزر ، ويخلطونه بالبطاطس والرز ، والفول ، والهرطمان ، والذرة ، والشبّ ، وفي كلّ رغيف يوجد نحو عشرين حبّة من الشبّ ، وبملح الصفر ، وبالطين وجبس باريس ، وبسحيق العظام ، وبجزئين آخرين.
وفي بعض صحف الأخبار أن رجلا أكل جبنا فمرض ، فاستدعى بالطبيب ، فلمّا حضر عرف أنّ الرجل مسموم ، وأن الجبن كان ملونا بالأناتو ، وهذا الأناتو خلط بشيء من القرمز ، وهذا أيضا خلط بالسيلقون. وأمّا القهوة فيخلطونها بالهندباء والقمح والهرطمان ودقيق البطاطس والفول ، وبمحرق السكر ، وعكر القهوة ، واللفت وجذر الفوّة وبجزئين آخرين ، وأمّا السكّر فمخلوط بالرمل والطين ودقيق القمح والبطاطس والنشا ، وبأجزاء أخرى من جملتها هامة يقال لها : أكاري.
وأمّا الحليب فنصفه ، أو ثلثه ماء كذا وجده دكطر هلياك وملوّن بصنف يقال له أناتو ، وهذا الصنف مركّب من القلي وملح الصفر والملح والسرنج وبستّة أجزاء أخرى. وعند تدقيق النظر فيه ترى فيه مخ الشاة والجبس والدقيق والنشا وعصير اللوز والصمغ وجزئين آخرين. وأما البيض فإنهم ينقعونه في الصيف حين يكون ثمنه رخيصا في برميل مليء جيرا وماء ، ثم يخرجونه في الشتاء ويبيعونه بسعر الغريض فيأتي مسخا ، ويتولد فيه طعم جيري مضر بالمعدة. وعلامة المنقوع منه أن يكون أبيض ناصعا لكنه خشن الملمس.
وأمّا اللحم فينقعونه في الدم ، أمّا المزر فمخلوط بخمسة وعشرين جزءا من جملتها الأفيون ، والملح والربّ والسكر والفول وملح الطرطير ، ومحرق البردقان ، والزنجبيل ، والأفسنتين ، والعسل ، وملح الحديد ، وملح الكبريت ومحرق قشر السرطان. وأمّا الخمر فمخلوطة بأكثر من خمسة عشر جزءا من جملتها الماء والعرق ، وروح القمح ، وشراب التفاح ، وعود برازيل ، ومحرق السكر والرصاص.
وأمّا التبغ فمخلوط بالزيت والملح والرب ، والسكر والماء ، والراوند والبطاطس