أطفالهن المزر (٢٢٨) ، أو شرابا غيره لينمنهم ، ويطعمنهم الفاكهة والدسم ، ويدخلن بهم في الزحام وأماكن الخصام واللكام. وممّا يحمد من تربيتهنّ أنّهن يكلمنهم بالكلام المتعارف من دون لثغة ولا كسر كما تفعل نساء بلادنا ، بل ربّما حكين لهم حكايات ، وهم لا يعقلون ، ويخاطبنهم بما يخاطبن به من يفهم ، ويلقنّهم أشياء كثيرة تعوّدهم على الفهم من صغر.
والذي ظهر لي أن أطفال الإنكليز أذكى وأزكن (٢٢٩) من أطفالنا ، وبعكس ذلك المراهقون ، وفي الحقيقة فإنّ الأم في بلاد الفلاحين لا تربّي إلا ولدها البكر ، والباقون تربّيهم أخوتهم ، الأكبر فالأكبر. وفي الجملة فإن نساء الإنكليز مناتيق جدّا ، واتفق أن امرأة ولدت اثنى عشر توأما ، وثمانية فذوذ (٢٣٠).
ولادات نادرة
قال في أبجدية الأوقات قد حدث غير مرّة أن امرأة تلد أربعة أولاد بطنا واحدا ، فأمّا ولادة خمسة فلم يحدث إلا مرّتين إحداهما في أوستراليا سنة ١٧٧٣ والثانية في لندرة سنة ١٨٠٠ ، قال : وفي سنة ١٧٨٣ جعل شبه ضريبة على ولادة الأولاد ، فكان على الدوك أداء ثلاثين ليرة ، وعلى أحد العامّة أداء شلينين. ويعجبني لطف الأولاد هنا ولا سيّما حين تكون ثيابهم قصيرة وسيقانهم ظاهرة في أوان البرد.
عادتهم في الجنازة
وعادتهم في الجنازة أن يبقوا الميت أسبوعا في البيت قبل دفنه ، وعند إخراج جنازته يشيّعها رجال يلبسون على رؤوسهم مناديل سوداء معقودة فوق برانيطهم ،
__________________
(٢٢٨) المزر : نبيذ الذرة والشعير. (م).
(٢٢٩) الزكانة : الفراسة ، والزكن : الذي يصدق في حدسه. (م).
(٢٣٠) الفذوذ : جمع فذ ، وهو الفرد. (م).