أن عثر بدينار مرمي في الطريق فالتقطه ووضعه في جيبه ، ثم لم يلبث أن اعترضه فقير فأعطاه الذهب ، وقال : خذه مباركا عليك فإنّي لأرجو أن أجد من ضربه كثيرا.
تهكّم الإنكليز بالإرلنديين
ولأهل إرلاند حكايات كثيرة مضحكة وأقوال متناقضة يرويها عنهم الإنكليز تهكّما بهم ؛ منها أن امرأة قالت لرجل همّ بأن يقعد على كرسي : لا أقدر أن أستغني عن إحدى هذه الكراسي الفارغة لأنها جميعها مشغولة. وسأل رجل منهم رجلا آخر هل رأيت أنحل من هذه المرأة؟ فقال : لعمري لقد رأيت مرّة امرأة لو أنّها جعلت مع هذه ومع أخرى إليها لكانت أنحل منهما معا. واشترى رجل ساعة بثمن غال فسأله بعض أصحابه عن سبب ذلك فقال : إنّ لهذه الساعة فوائد عظيمة منها أني متى أردت أن أقوم في الليل جذبت حبلا بها فتطن ، فأسمع صوتها. وقيل مرّة لرجل : لقد اخترع كانون يخفّ به نصف مصروف الفحم ، فقال : إذا أشتري كانونين ليخفّ امصروف كلّه. وكتب بعضهم كتابا من أميريكا إلى صديق له في بلاده يقول فيه : أخبرك بأني قد انتقلت من المحل الذي أنا فيه الآن ، ولو لا ذلك لكنت كتبت إليك من قبل ، وما كنت أدري قبل الآن أين يلقاك كتابي هذا ، ثم إني أمسكت القلم اليوم لأبلغك خبر موت خالك الحي الذي مات بغتة بعد مرض طويل لازمه نحو ستّة أشهر ، وكان فيه يتلوّى ويتشنّج ، وهو في غاية السكون ، ولا يتكلّم بل كان يهذي ويلغو ، ولست أدري سبب موته ، غير أن الطبيب يظنّ أنّه مات من المرض الذي اعتراه لأنّه بقي عشرة أيام نفساء ، أمّا عمره فتعلمه أنت كما أعلمه أنا وهو خمس وعشرون سنة إلا خمسة عشر شهرا ، ولو أنّه عاش إلى هذا الوقت لكان مات منذ ستّة أشهر (تنبيه) والآن أرسل لك عشر ليرات ، أرسلها لك والدك من دون معرفتي ، وكانت أمّك تريد أن ترسل إليك بقرة فلولا قرونها لضمّنتها في هذا الكتاب ، والمرجو منك أن لا تفضّ ختم هذا الكتاب إلا بعد قراءتك له بيومين أو ثلاثة ، فإنك تكون عند ذلك أكثر استعدادا لسماع هذا الخبر المحزن.