للسقاء : واطرمان أي رجل الماء ، ولحامل الرسائل بوسط مان وهلم جرا.
عادتهم في المكاتبة
ومن عادتهم في المكاتبة إذا أراد أحد من الأعيان أن يكتب إلى شخص يجهله أن يقول : فلان يسلّم على فلان ، ويسأله عن كذا ، وفي المرّة الثانية يكتب له سر ، وفي الثالثة أو الرابعة دير سر ، أي سيّدي العزيز ، وإذا خرق حجاب الكلفة بينهما كتب له مي دير سر ، أي سيّدي العزيز ، وإذا استحكمت الألفة كتب له عزيزي الخواجا فلان ، فإذا طالت كتب عزيزي فلان.
ولهم عادة قبيحة حين يكتبون أسماءهم في آخر الكتاب ممّا عرف بالإمضاء وذلك أنّهم يكتبونها مثبّجة (٢٠١) معماة بحيث لا يقدر أحد على قراءتها إلا من مرن عليها ، فعلاج ذلك لمن يجهل الاسم أن يقطعه من الرسالة ، ويلصقه على ظهر المغلّف ، ويرسله إليه حتى يبيّنه في المرّة الثانية. وأصل ذلك أن من يكتب عندهم خطا حسنا يزنّ (٢٠٢) بأنّه معلّم للصبيان ، أو كاتب عند تاجر. فأمّا من يعش من أملاكه فلا يلزمه ذلك ، ويقابله عندنا قبح عادة الذين يمضون أسماءهم ويهملونها عن الإعجام. ولا أدري ما سبب هذه العادة الذميمة الموجبة للإبهام والالتباس ، والظاهر أن منشأها الكبر أيضا ، فإن المكاتب يظنّ أنّ اسمه قد بلغ من الشهرة والتنويه بحيث لم يحتج إلى إعجامه ، والدليل على ذلك أنّهم يكتبون تحت أسمائهم حرف الميم كناية عن معروف.
وبما ذكرت لك من اصطلاح الإنكليز في افتتاح رسائلهم عرفت أنّهم لا ينعتون المكتوب إليه بالأجلّ والماجد والأكرم والمفخم ، وغير ذلك ، إلا أنّهم يطيلون غالبا في الإمضاء ، فيكتبون أنا باق يا سيّدي عبدك الأحقر المطيع فلان. وقد تكون أحيانا نوعا من التهكّم ، وذلك إذا كان الكتاب مشتملا على التوبيخ ، أو المناقشة. وعادة
__________________
(٢٠١) مثبّجة : معمّاة ، وثبّج الكلام والخط لم يبيّنهما. (م).
(٢٠٢) يزنّ : يتهم. (م).