عمرو بكذا وكذا ،
قد انتقلت من ملكه انتقالا مطلقا ، وصارت في حوز خالد بن عمرو ، فصارت دار زيد بن
بكر ، والحالة هذه في تصرّف وملك خالد بن عمرو ملكا مطلقا خاصّا.
ويقع كثيرا أيضا
في أحكامهم الديوانية مثل هذا التعبير الآتي : إذا أخذ شخص أو أشخاص شيئا ، أو
أشياء من موضع كذا ، أو مواضع كذا ، وجب القصاص على ذلك الشخص ، أولئك الأشخاص
الذين أخذوا ذلك الشيء ، أو تلك الأشياء من ذلك الموضع ، أو تلك المواضع. وهذا ضدّ
عبارة كتب الفقه الإسلامية ، فإنّها أخصر ما يكون حتى تحتاج إلى شرح وحاشية وفقيه
يفسّرها.
وقد يقع التكرار
في عبارة كتّاب الصكوك في البلاد الإسلامية ، وهم الذين يتعيّشون من كتابتهم. ولقد
تعجّبت كثيرا مرّة من قراءة صكّ كتبه بعض كتّاب المحاكم بتونس ، مطلعه : الأجلّ
الوجيه الفاضل الموقّر محمد بن الحاج أحمد. قال بترو المالطي النصراني : إنه أعطاه
كذا وكذا ، يعني أنّ المالطي ادّعى على الأجلّ محمد بكذا ، وإنّما فصل هذا الكلام
، وجاء بهذا التركيب السخيف كراهة أن يذكر اسم المالطي قبل محمد ، وهو من الهوس
الذي يفضي إلى خرم قواعد العربية. وأكثر أحكام تونس على هذا المثال من اللحن والخطأ.
وأقول في الجملة : إنّ عبارة كلّ الفقهاء فيها خروج عن قواعد النحو واللغة.
نبذة عن كلام
الإنكليز
أمّا كلام
الإنكليز فإنّه لما كان مورده اصطلاح اللغة وعرف التخاطب رأيت من الواجب أن أذكره
بالتفصيل في فصل على حدة أجعله خاتمة لهذا الكتاب إن شاء الله تعالى ، وإنّما
أقتصر منه على نبذة فأقول : إنّ تحيّتهم في الصباح هي أن يقولوا صباح طيب ، وفي
المساء مساء طيب ، ثم يردفوها بقولهم : هو دو يو دو ، وترجمتها :كيف تعملون أنتم
تعملون. وهو سمة تنبئ عن مزيد ميلهم وتوقانهم إلى العمل ، حتى إنه يوجد في لغتهم
نحو عشرة ألفاظ مرادف العمل ، وهو أكثر ما عندهم من المترادف. ولا يخاطبون بضمير
المفرد إلا الباري تعالى ، أو في الشعر ، وهو ضربة