فلم يهتد إلى اسمه ، فقلت له : كيف وأنت ملازم لهم لا تعرفهم؟.
فقال : إنّ شيخ العربية لا يدرّس بنفسه ، ولا يقرأ ولكن له قارئ ، فإذا قرأ القارئ شيئا يأخذ الشيخ في شرحه أي في توجيهه إلى وقائع تاريخية تتعلّق بذلك الموضوع ، وفي تطبيقه على بعض اللغات كما سأبيّن لك عن قريب. ثم بعد طول معالجة وبحث اهتديت إلى دار الشيخ ؛ فقابلته وسألته أن يريني المكتبة تفضّلا وتكرّما ، فأجاب إلى ذلك وسرنا معا. وأول كتاب فتحه كان بالخط الكوفي ، وإذا في أول الصفحة لفظة «ألا» فقرأها «الا» وفسّرها أنّها الله ، فتعجّبت كيف أنّه انخدع فهمه لسمعه لأنّهم جميعا يلفظون اسم الجلالة هكذا.
مع أستاذ آخر
وسألني مرّة أستاذ آخر : أتعرف لم دلّت في على الظرفية؟
فقلت : لا أدري.
قال : بل أنا أدري ، وذلك لاشتقاقها من الفم الذي أصله فوه. وهكذا يخمّنون ويخرصون على معاني المفردات والمركبات في لغتنا.
مثال على علمهم بالعربية
وهاك مثالا على علم هؤلاء الأساتيذ وعلى شرحهم لكتبنا تطفلا فتصور فتصور مثلا أن قارئا يقرأ على الشيخ قول أبي تمّام :
همّة تنطح النجوم وجد |
|
آلف للحضيض فهو حضيض |
فيقول الشيخ بلغته : النطاح مختص بالحيوانات التي لها قرون كالثور والتيس والوعل ونحوها ، وقد ذكر في التوراة مرّات كثيرة ، ويمكن أن ينسب أيضا إلى ما ليس له قرن منها ، فقد روى ليناوس الذي قسم جنس الحيوان إلى سبعة أقسام أن