الحيوانات الجماء (١٨٣) تتناطح بجباهها. وقد أطلقت العرب اسم الكبش على آلة من آلات الحرب لما أنّها تنطح الجدار. و «النجوم» معروفة وقد كانت العرب تهتدي بها في أسفارهم قبل أن عرفت خاصية إبرة المغنطيس. ولّما كانوا مشتغلين بالعلوم الفلكية والطبية لم يكن في أوربا من يشم لها رائحة. ولّما فتحوا إسبانيا أو جزيرة الاندلس وذلك في نحو سنة ... أخذ عنهم العلم بعض من الإفرنج ومنهم سرى في سائر بلدان أوربا ، وكان انقراض الخلافة من قرطبة سنة ١٠٣١ بعد أن دامت العرب أصحاب أمر ونهي وسيادة فيها نحو مائتين وخمس وسبعين سنة. أمّا الألف واللام التي في النجوم فهي أداة التعريف ، وهي في الطليانية والإسبنيولية «ال» للمذكر و «لا» للمؤنث. واللغة اللاتينية ليس لها أداة تعريف ، فأمّا اليونانية ففيها عدّة أدوات. ويوجد في لغتنا ألفاظ كثيرة مبدوءة بهذا الحرف منها ما هو عربي وذلك نحو «الكنا» (أي الحناء) والكحل والقائد والجبره (الجبر) والقرآن والقلي والقرثيم أو الكرزيم ، ومنها ما هو من لغة أخرى. فأمّا اللغة الإسبنيولية ففيها من هذا النوع ألفاظ لا تعدّ. فأمّا عدم لفظ اللام في النجوم فهو لكون النون من الحروف الشمسية.
ثم إن أول من قرّر طريقة سير النجوم حول الشمس ، وسير القمر حول الأرض ، ونسبة بعضها إلى بعض ، وعلّة المدّ والجزر ، والنور ، والجاذبية ، والاعتمادية ، الفيلسوف اسحاق نيوطون ولد في سنة ١٦٤٢ ومات سنة ١٧٢٧ ، وكان ذا جدّ ومثابرة على العلم لا تنظر. أمّا قوله : جدّ آلف للحضيض ، فالحضيض هنا معناه الأرض ، فهو من تسمية الكل بالجزء ، ووروده في التوراة كثير ، وفحوى البيت أنه أي الممدوح ذو عناية بالأرض أي بحرثها وإحيائها ، وإنشاء المدن فيها ، وتسوية الأحكام بين أهلها ، حتى إنه أي الممدوح صار أرضا وخصبا لقاصده.
فأمّا إن كان هذا الشيخ قد تلمذ لشيخنا الأكسفوردي المشار إليه فإنه يقرأ الحديد بدل الحضيض ، وحينئذ يكون تأويله عنده وجدّ أي حظ ، أو أب فإنّ الجد يذكر ويراد به الأب وبالعكس كما ورد في التوراة آلف لاستعمال السلاح وقهر العدو. وهكذا
__________________
(١٨٣) الجماء : التي ليس لها قرون. (م).