ما أحد طالت له لحية |
|
فزادت اللحية في حليته |
إلا وما ينقص في عقله |
|
أكثر مما زاد في لحيته |
وكانت عائشة رضياللهعنها تقسم وتقول : لا والذي زين الرجال باللحى. وجاء أنه قسم الملائكة. قلت : وأنا أقسم وأقول لا والذي زين النساء بعد اللحى. انتهى الكلام عن اللحية ، غير أنه علق بي منها شيء ، وهو أنه ذكر في الصحاح ما نصه وفي الحديث : أنه أمر أن تحفى الشوارب ، وتعفى اللحى فكيف التوفيق بين هذا القول وبين قول الشّريشي أن النبيصلىاللهعليهوسلم كان يأخذ من لحيته من طولها وعرضها بالسواء؟.
عودة إلى عادات الإنكليز
ومن الإنكليز من يردّ فوق أذنيه خصلا من شعر رأسه ، فترى عينيه بارزتين بين قرني شعر وقذاله يشبه جبهة الثور الناطح.
فأمّا اتخاذ العارية من الشعر الأبيض فأصله ، فيما قيل ، أن لويس الرابع عشر كان رديء الشعر ؛ فاتخذ له عارية يستر بها عوار رأسه ، وكان إذ ذاك شيخا فاقتدت به أماثل البلاد ، وسرت هذه العادة إلى الإنكليز ، وهم في أكثر الأشياء مقلّدون للفرنسيس. وقد وهى استعمالها الآن بالنسبة إلى الأول إلا في دواع معلومة ، وأحوال مخصوصة ، منها يوم مبايعة الملك ، أو تهنئته
ففي ذلك اليوم تتحلّى كبراء دولته بهذه العارية ، ويقابلونه بها ، ومنها وقت جلوس القاضي على كرسي القضاء لتنفيذ الأحكام الشرعية كما مر.
وفي محالّ اللعب والملاهي حين يحاكي اللاعبون واللاعبات (١٨٠) من سلف من الملوك والملكات ترى هذه العارية على رؤوس الأحداث من الرجال والنساء وكأنّها تزيد الحسن حسنا ، فكأنّها مصداق على قول الشاعر : «كل شيء من المليح مليح».
__________________
(١٨٠) محال اللعب والملاهي : يعني المسارح ، واللاعبون واللاعبات : الممثلون. (م).