عساكر الإنكليز
وبلغ مجموع
العساكر الإنكليزية في سنة ١٨٥١ / ٦٤٥ ، ١٧٨ نفرا وبلغت مصاريفهم ١٥٨ ، ٧٢١ ، ١٣
ليرة . وكانت العادة قبل حرب القريم أعني الحرب التي وقعت بين الدولة العثمانية
ودولة الروسية في سنة ١٨٥١ أن يستخدم العسكري الإنكليزي طول عمره ؛ فكان كثير منهم
يفتدون أنفسهم ، وبعد خمس عشرة سنة يدّعون بأنّ لهم حقّا في أن يسرّحوا. والآن فرض
على المشاة اثنتا عشرة سنة وعلى الفرسان عشرون. وفي عساكر الإنكليز سبعة آلاف ومئة
ضابط بشهرية وافرة ، وللنفر من حرس الملكة نحو شلينين في كلّ يوم ، ولكلّ من
الفرسان شلين وثمن ، وللمشاة شلين ، وثمن رتبة أمير الالاي في الحرس تسعة آلاف
ليرة. وذلك أن هذه المراتب في العساكر البرية معرضة للبيع عندهم وهو من جملة
الأحوال المختلّة التي يجب إصلاحها ومصاريفا لعساكر البرية تبلغ في السنة سبعة
ملايين ليرة ونحوها مصاريف البحرية ، ومصاريف ديوان المهمّات الحربية ثلاثة ملايين
.
من طبع الإنكليز
ومن طبعهم الرثّ ،
وهو البلادة ، وقلّة الفطنة ، فلا تكاد أحداثهم تفهم شيئا من كلام الغريب بينهم ،
بل الكهول أيضا لا يعون ما يلقى عليهم إلا بعد الروّية والتأمل ، وشتّان ما بينهم
وبين الفرنسيس ، فإن الحدث من هؤلاء يبتدر إلى الجواب كأنّما قد درسه ودراه من قبل
سؤالك أياه. ولو قلت : إنّ البريتاني القحّ ليس له من نوعي
__________________