أيضا إنّهم لعدم اختلاطهم بغيرهم من الناس يحسبون أنفسهم ، وهم في هذه الحالة ، أسعد خلق الله ، وإن جميع رسومهم وأحوالهم مستغنية عن التبديل والتغيير.
مصاريف العسكري في أوربا
وكيف كان فإن شقاءهم موجب لسعادة الدولة وفقرهم زائد في غناها ، فإن مصاريف العسكري الواحد هنا تبلغ في السنة مائة وسبعين ريالا ، وفي بروسية اثنين وستين ، وفي الروسية ثمانية وستين ، وفي أوستريا تسعة وسبعين ، وفي فرنسا مائة وثلاثة عشر ، أمّا في أميركا فمائة وأربعة وثمانون ريالا.
ويقال إنه يلزم لكلّ نفر من عساكر فرانسا وإنكلترة رطلان وربع من الطعام في كل يوم ؛ منها نحو ثلاثة أرباع خضرة ، والباقي لحم وخبز ، فيبلغ ذلك في السنة ثمانمائة رطل ، فإذا أضفت إلى ذلك مشروبه من الماء والقهوة والشاي والمسكرات بلغ ألفا وخمسمائة رطل.
لمحة عن جيوش أوربا
ويقال أيضا : إن أكثر ما تجهّز عند الدول من الجيوش في العصر الخالية ما كان فيه. لدولة إسبانيا مائة وخمسون ألفا ، ولبريتانية ثلاثمائة ألف وعشرة آلاف ولبروسية ، ثلاثمائة وخمسون ألفا وللدّولة العثمانية أربعمائة وخمسون ألفا ، ولأوستريا خمسمائة ألف ، وللروسية خمسمائة وستّون ألفا ، ولفرنسا ستمائة وثمانون ألفا ، وهم في هذا العصر أكثر. وأوّل من كان عنده جنود قائمة كما يرى الآن شارلس الثامن ملك فرنسا وذلك في سنة ١٤٤٥ م. وبه اقتدى شارلس الأول ملك الإنكليز سنة ١٦٣٨. وحسب ذلك أولا عند الإنكليز غير شرعي.