معنى قول الإنكليز إنهم هم خير من غيرهم أزواجا وغيرهم خير منهم عشّاقا.
تفشّي الأميّة في الريف الإنكليزي
والفرنسيس يصفون نساء الإنكليز بأنّهم عسر أي يعملن باليد اليسرى تعريضا بكونهن لسن صنعا (١٧١) كنسائهم. وهذا القول باعتبار صنعتي اللم والإبرة حقّ ، فإن عامّة النساء هنا لا يحسنّ الخياطة ولا التطريز ولا الكتابة ، وإذا كتبت إحداهنّ رسالة تشحنها بالغلط والخطأ مع أن لغة الإنكليز هيّنة المأتي بالنسبة إلى غيرها ، ولكن هنّ معذورات في ذلك إذ ليس يوجد في القرى مدارس جيّدة أو معلّمون ماهرون. وربّما اجتزيء عن المكتب بأن يتعلمن في الكنيسة يوم الأحد شيئا من أصول الدين وشيئا من القراءة ممّا لا يعبأ به. وفضلا عن ذلك فإنّ الولد متى أدرك وهو تحت حجر والديه لم يستغنيا عنه لأنّهما إمّا أن يستصحباه معهما إلى المزرعة ليعينهما على عملها ، وإمّا أن يبقى في البيت ليهيّئ لهما طعامهما ، ويحفظ رحلهما ، وغير ذلك. فإن يكن ، والحالة هذه من لوم على النساء ، فإنّما هو على قاطنات المدن والقرى الجامعة ، بل الرجال في هذه الأماكن لا يريدون اعتكاف نسائهنّ على القراءة والكتابة لئلا يشمخن عليهم كدأب نساء الفرنسيس. وما أحسن هنا ما قيل «إنّ المرأة الفاضلة هي التي إذا قرأت خلتها لا تحسن العمل ، وإذا عملت خلتها لا تحسن القراءة.
وعلم من الإحصائيات الرسمية أنه «في سنة ١٨٥٥ تزوّج ٤٧٠ ، ١٥٠ ، ٣ فوجد من كلّ مائة أمرأة أربعون قد وضعن على الطروس علامة الصليب بدل أسمائهن ، ومن كلّ مائة رجل تسعة وعشرون رجلا على تلك الصفة». قلت : والذين يعرفون أن يكتبوا أسماءهم ينبغي إسقاط ثلثيهم من عداد ذوي الدراية ، فإنّ أكثرهم لا يحسنون كتب رسالة.
__________________
(١٧١) صنع : جمع صناع وهي المرأة الحاذقة الماهرة في عمل اليدين. (م).