ألفا ، ولم يزل منهم في هذه البلاد جماعات كثيرة ، ومع اختلاطهم بغيرهم من الأجيال فإنّهم لم يحولوا عن عاداتهم وأطوارهم وسحنهم فهم أشبه باليهود. وقال آخر : إنّ أصلهم من الهند ، وإنّهم يتكلمون بلغة من لغاتهم ، وإنّ حقيقة اسمهم زنكان أو جنكان انتهى.
ثمّ إنّ تحقق الحسن في السمر ، أو السود في عين الرائي لا يمكن من قريب ، فأمّا البيض فإذا رأيت صفّا منهم عن بعد توهمتهم كلّهم ملاحا لأنّ البياض كما قيل شطر الحسن، ويمكن أن يقال : إنّ ذلك بالنسبة إلى ألفة النظر. وروى ابن عساكر عن خالد بن سفيان (١٧٠) أنّه قال : عمود الجمال الطول ، وبرنسه سواد الشعر ، ورداؤه البياض. قلت : فعلى هذا فقد اجتمع في مؤنث جيل الإنكليز العمود والبرنس والرداء. وقد تمحّل بعضهم لأن فضّل السود بقوله :
ربّ سوداء وهي بيضاء عندي |
|
فهي مسك إن شئت أو كافور |
مثل حبّ العيون يحسبها النا |
|
س سوادا وإنّما هي نور |
وقال غيره :
يكون الخال في وجه قبيح |
|
فيكسوه المهابة والجمالا |
فكيف يلام عاشقها على من |
|
يراها كلّها في العين خالا |
وهذه كلّها من مغالطات الشعراء والحقّ ما قاله البهاء زهير :
اسمع مقالة صبّ |
|
وكن بحقك عوني |
إن المليح مليح |
|
يحبّ في كلّ لون |
__________________
(١٧٠) هو خالد بن صفوان ، وليس كما ذكر الشدياق. (م).