شتائية. فالأولى : اتخاذهن الظلل وقاية لهنّ من الشمس ، أو لبرانيطهن خشية أن تنصل ألوانها. وهي في الواقع عبارة عن ظلل. والثانية : اتخاذهن القباقيب ذات الشسوع في الشتاء فتراهن يخضن بها الوحول والثلوج وهي مصلصلة تحت أحذيتهن.
وغطاء رؤوسهن البرنيطة وذلك مطرد في جميع البلاد بخلاف نساء فرنسا فإنّ لكلّ نساء إقليم فيها غطاء مخصوصا ، وأكثر ما يهمهنّ من اللباس الجوارب والأحذية ، فأمّا الثياب فالغالب أنّها من الشيت ، ومع ذلك فإذا كان للمرأة أربعة قفاطين منه فهي الحظية.
تقشف نساء الإنكليز
والحقّ يقال إنّ نساء الإنكليز على غاية ما يكون من التقشّف والقناعة فإنّ أقل شيء من الملبوس يرضيهنّ ، ومن المطاعم يكفيهنّ ، ولا يستعملن الدّخان ولا النشوق كبعض نساء الفرنسيين ، ولا هنّ مثلهنّ أيضا في كونهنّ مزية الرجال على النساء ، فمهما تكن المرأة شريفة من الإنكليز تعترف بأنّ الله تعالى خلق الرجال قوّامين عليهن ، وإذا أهديت إحداهنّ منديلا أو حذاء ، أو نحو ذلك استعظمت الهدية وبالغت في وصف محاسنها وكرّرت الثناء عليك حتى تتوهّم أنّك صرت رابعا لحاتم طي وهرم بن سنان وكعب بن مامة. فأمّا إذا نظرن شيئا من الجواهر النفيسة سواء أتحفن به أو لا فيا للعجب ويا لمنتهى الأرب! واستعظام الهدية ولو قلت صفة عامّة لعليتهم وسفلتهم ، فقد كانت سيّدة ما تكرّمت علينا بستّ ثمرات من الخرشف ، فلمّا قابلتها في اليوم الثاني شكرتها على ذلك فقالت : إنّي وزوجي أهديناها فكأنّها قالت : إنّ عليك أن تشكره أيضا كما شكرتني. والحقّ يقال إنّ ذلك في أكثر الأحوال أولى من سكوت العرب عن نطق كلمة واحدة تفصح عن الشكر.
كدح نساء الإنكليز
وقد كنت أرى من النساء العبل الحسان ذوات البشر الناعم ، والغضاضة الرائعة