أنّ النساء يضعن
أمثاله أحيانا ولا بالهزمة في الخد ، وإنّما يستحسنون النونة في الذقن ، ولا يشبّهون المرأة بالشمس ولا بالقمر ، بل
بالنجم. وعندي أن أشوق شيء في الوجه الفم والعينان ؛ لكونهما يتحرّكان فيحرّكان
الوجد ، ولا أرى الحقّ مع من قال : «أحب منها الأنف والعينانا» بل الحقّ ما قاله
الآخر : يا ليت عيناها لنا وفاها. ولعلّ الرواة حرّفوا المصراع الأوّل أو لعلّ
الرّاجز حكى واقعة الحال.
ثمّ إنّ النساء في
بلاد الإنكليز هنّ اللواتي يباشرن خدمة الديار غالبا ، أمّا الرجال فلا يكونون في
خدمة إلا عند الكبراء ، وكثيرا ما ترى جارية حسناء زاهرة تامّة الأوصاف تخدم سيّدة
من السّعالى ، وإذا طرقت الباب ، وخرجت الجارية لتفتحه حسبتها هي
المخدومة ، وأدهشك جمال وجهها عن وجه سؤالها.
خصال مكروهة في
النساء
ولنساء القرى خصلة
ذميمة وهي أنّهنّ يشرقن بنخامتهن ، وهذه تقابل خصلة نساء فرنسا في لحسهنّ أصابعهنّ بعد أكل
الحلواء ونحوها ، ويقابلها من خصال أهل المشرق التجشوء وهو حباق المعدة ، غير أنّ خصلة الفرنساويات أقلّ أذى لأنّها لا تكون إلا
عقب الأكل ومدّتها لا تطول. وجميع النساء اللائي استخدمناهن كنّ يلمسن شعورهن
ووجوههن وأيديهن وسخة ويغسلن وجوههن وأعناقهن ، ويمسحنها بالخرق التي يمسحن بها
آنية المطبخ. والخصلة الأولى رأيتها في لندرة أيضا. وقد سمعت أن نساء فرنسا
المتظرّفات لا يغسلن وجوههن بالصابون
__________________