بشطاط (١٥٦) القوام ، والذّلف أي صغر الأنف ، والبلج (١٥٧) ، وامتلاء الساعدين ، ولطف اليدين ومشق الأصابع ، وبالعنق (١٥٨) ، ورقّة الشفتين ، وأسالة الخدّ. وشعر أهدابهن وحواجبهن لا كثير ولا قليل ، ولا مزية لهن في الصلوتة (١٥٩) على غيرهن ، وهنّ أحسن نساء الإفرنج قاطبة صفاء لون ، ونعومة بشرة وأعضادا وترائب وأعناقا. وقد ذاكرت كثيرا ممّن رآهن ورأى غيرهن فكلّهم فضّلهن ، إلا أنّهنّ جدّ (١٦٠) وطويلات الأقدام في الغالب ، وغير سود الأجفان ، وأحداقهن غير مركّبة فوق زئبق كما قال أبو الطيّب. وسبب الأول عندي تعرّضهن للبرد في الصغر ، فإن ترائبهن لا تزال مكشوفة. وفي الجملة فلم أر شيئا يصدق على نساء هذا البلاد أكثر من قول صاحب القاموس ، الشوهاء : الجميلة والعابسة ضد ، ولكن في جعل ذلك من الأضداد نظر.
وجميع الإنكليز يعجبون بحسن الأسنان وهو أول ما يذكرون من الصفات المستحبّة ، ويشبّهونها بالدرّ كما نشبّهها نحن. ويعجبني قول ابن النبيه فيها :
وما كنت أدري قبل لؤلؤ ثغرها |
|
بأنّ نفيسات اللآلي صغارها |
وقد كرّر هذا المعنى بقوله :
ولم أر قبل مبسمه |
|
صغير الجوهر المثمن |
إلا أنّهم لا يخصّون الفلج بالاستحسان ، ولا يشبّهون العيون بالسيوف ، بل بالألماس ولا الجيد بجيد الغزال ، وإنّما يصفونه بالبياض ، وربّما شبّهوه بالمرمر ، ولا يشبّهون الثدي بشيء ، وإنّما يصفونه بالامتلاء والاستدارة ، ولا يتغزّلون بالخال على
__________________
(١٥٦) شطاط القوام : طوله وحنه. (م).
(١٥٧) البلج : بعد ما بين الحاجبين. (م).
(١٥٨) العنق : طول العنق. (م).
(١٥٩) الصلوتة : وضوح الجبين في سعة وبريق. (م).
(١٦٠) جدّ : جمع جدّاء : الضامرة الثدي. (م).