سمعت سويد بن غفلة قال : لقيت أبيّ بن كعب رضياللهعنه فقال : أخذت صرّة فيها مائة دينار ، فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم ، فقال : عرّفها حولا فعرّفتها ، فلم أجد من يعرفها ، ثم أتيته فقال : عرّفها حولا ، فعرّفتها ، فلم أجد من يعرفها ، ثم أتيته ثلاثا فقال : احفظ وعاءها ووكاءها ، فإن جاء صاحبها ، وإلا فاستمتع بها. ويروى : استمتع بها بحذف الفاء قال ابن مالك في التوضيح : فيه حذف جواب إنّ الأولى ، وحذف شرط إنّ الثانية وحذف الفاء من جوابها. فإنّ الأصل فإن جاء صاحبها أخذها ، وإن لم يجئ فاستمتع بها. والتعريف ذكر اللّقطة والضالة ، وطلب من يعرفها انتهى ملخصا من شرح شواهد التحفة الوردية للعلامة عبد القادر بن عمر البغدادي. فيكون مديرو المواقف على هذا آخذين بهذا الحكم إلا أن في الأمر بتعريف الضالة من الفضل ما فاتهم.
خلق الإنكليز وصفاتهم
أمّا خلق الإنكليز فالغالب على الرجال الشقرة وتوسّط القامة مع الضلاعة والقوة وشدّة العصب وزرقة العيون وصغر الأنوف ، والظاهر أن الشقرة لا تتوقف على البرد وحده وإنّما أخص أسبابها الدم ، فإنّ أهل جبل لبنان ليس لهم صفاء هذا اللون الذي يرى في هذا الجيل ، والغالب في عليتهم امتداد القامة والرشاقة ، ثم إنّ الحسن هنا في الرجال منقسم إلى ثلاثة أقسام.
الأول : في العسكر ، فإنّهم ينتخبون ممن حسن وجها ، واعتدل قدّا ، ويلحق بهم الشرطة.
الثاني : في خدّام الكبراء والأمراء ، فإنّ السيدات يتنافسن في الغسّاني (١٥٤) ولا يتناولن شيئا إلا من يد مليح ، وإن يكن الشيء المتناول قبيحا.
الثالث : في الكتّاب الذين تستخدمهم التجار المثرون ، وأصحاب المحترفات والمثابات الحافلة حيث يكثر تردّد الخواتين للشراء وغيره ، فإنّ ذلك أدعى إلى حملهن
__________________
(١٥٤) الغسّاني : الجميل. (م).