المصنوع والصفائح منه ٠٠٠ ، ٤٠٠ ليرة (١٤٧).
إبرة المغنطيس
أمّا استعمال إبرة المغناطيس في هداية السفن فلا يعلم في أي عصر ابتدأ ، وإنما يعلم أن خاصيّة ما في جذب الحديد والفولاذ كانت معروفة لقدماء اليونانيين ، وإنّ استعماله في السفر كان معروفا لأهل الصين من عهد بعيد. ولا يبعد أن اشتهاره في أوربا كان كاشتهار صناعة الطب في كونه أخذ عن العرب إذ لم يعرف شأنه فيها إلا بعد أن فتح المسلمون غوثا في إسبانيا ، إلا أن العلم به لم يكن تامّا. ويحتمل أنّ العرب أخذته عن أهل الصين. ويقال : إن علم هؤلاء به في أرجح الظن كان في سنة ٢٦٣٤ قبل الميلاد. وهنا محل للبحث. إلا أنّ اليسوعيين الذين جعلوا دأبهم التنقير عن علوم اولئك القوم ، وعن عادياتهم ، وكذا كلابروت النمساوي العالم البارع ، ومستر دافس ، كلّهم حكوا العبارة التي تدلّ على استعمال أهل الصين هذا الحجر في ذلك التاريخ.
ثمّ لمّا كانت الإفرنج تسافر إلى بلاد المسلمين في الحرب الصليبية كانوا يذكرون وجود هذا السر الغريب في تلك البلاد ، وكان من جملتهم الكردينال فتري وفنسنت دوبوفاي. وكانت العرب تهتدي به في البرّ. ولم تشهر معرفة استعماله في أوربا إلا في سنة ١٢٦٩. فأمّا الانتفاع به فلم يشهر إلا في القرن الرابع عشر ، وأول من أجرى ذلك رجل من نابولي اسمه فيلافيوجيوجيا. وقال آخر لم يشهر ذكر المغنطيس في كتب الإنكليز قبل أيام إدورد الثالث ، وكان يسمّى حجر السفر. وأول سفينة سارت بهدايته كان في سنة ١٣٣٨.
أمّا رسم النقط (١٤٨) فلم يعلم مخترعه. وزعم الفرنسيس أنّه من مخترعاتهم ، وأن رسم النقط الأربع الأصلية إنّما هو رسم عمّا يقال له «فلور دولي» أي زهر السوسن ،
__________________
(١٤٧) وفي سنة ١٧٨٩ بلغت قيمة القصدير المصنوع الذي أرسل من إنكلترة إلى الخارج ٠٠٠ ، ٥٠٠ ، ٣ ليرة.
(١٤٨) النقط الأربع : الجهات الأربع. (م).