ولكن هنا بحث ؛ فإن زهر السوسن إنّما هو رسم عمّا يسمى بالعربية موسالا (لعلّها مسلّة) وكانت العرب تتّخذها لدلالة الإبرة.
اختراع الكومباس
فأمّا اخترع أداة الإبرة المسماة عند الإفرنج بالكومباس فإنه كان من رجل من فينيسيا يقال له : مركوس باولوس وذلك في سنة ١٢٦٠ وبعضهم نسبه إلى فيلافيوجيوجيا المذكور. وزعم بعض أنّه كان معروفا في الصين سنة ١١١٥ قبل الميلاد وكأن ذلك سهو. نعم إنه كان عندهم آلة تتحرّك بنفسها مصوّبة إلى الجنوب لهداية المسافرين بحرا وبرّا ، فظنّها الناس الآلة المعروفة. قال : وقد ثبت أن المذكور هو الذي استنبط تعليق هذه الإبرة كما نراها الآن وذلك سنة ١٣٠٢ فأمّا وضع الصندوق لها وكيفية تركيبها به فمن اختراع أحد قسيسي الإنكليز ، ويقال له وليم باولو وذلك في سنة ١٦٠٨.
الألماس
ولنختم كلامنا على المعادن بذكر الألماس فنقول : إنه وجد في معدن هذا الجوهر ببرازيل حجر زنته ١٦٨٠ قيراطا ، وأرسل إلى ديوان البورتوغال فقوّم بمائتين وأربعة وعشرين مليونا من الريالات ، وقوّمه بعضهم بستين مليونا لا غير. وزنة حجر الألماس الذي عند قيصر الروسية ١٩٣ قيراطا. واشترى ملك فرنسا حجرا كانت زنته ١٠٦ قراريط. وفي سنة ١٨٥٠ جلب الإنكليز حجرا من الهند زنته ٨٠٠ قيراط إلا أنه لجهل الرجل الذي قطعه نقص حتى جاء ٢٧٩ قيراطا ، وقدره كالبيضة وقيمته مليونا ليرة. وفي هذه الأيام الأخيرة جلب حجر من برازيل زنته ٢٥٤ قيراطا يذهب نصفه في القطع.